كيف تسير رحلة خروج الروح من جسم الإنسان؟

التعليقات · 1 مشاهدات

رحيل الروح عن عالم الأحياء عملية دقيقة ومعقدة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمواعيد القدر الإلهي. وفقاً للتوجيه القرآني والسنة النبوية الشريفة، فالروح خلق خاص

رحيل الروح عن عالم الأحياء عملية دقيقة ومعقدة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمواعيد القدر الإلهي. وفقاً للتوجيه القرآني والسنة النبوية الشريفة، فالروح خلق خاص لله عز وجل ولا يفقه سرها إلا هو. عندما يحين وقت الرحيل، فقد كتبت النفس أجلاً محدداً بواسطة الرب الكريم كما جاء في الآيات القرآنية "ومن عجبوا إليه". تبدأ هذه العملية عبر مجموعة من الأعراض والمعالم الدالة على قرب الانتقال مثل حالة سكرات الموت المؤلمة للغاية والتي قد وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم بأن شخص واحد فقط ربما ينجو منه وهو نفسه المباركة.

الخروج الفعلي للروح يبدأ غالباً من طرفي الجسم؛ القدمين والأيدي ليتركان جثة جامدة بلا حياة. بعد ذلك تتوجه نحو الحلق والحنجرة بحسب الوصف القرآني "فلولا إذ بلغت الحلقوم"، مما يؤدي للشروع في عملية الغرغرة -وهي اللحظة التي تصبح فيها الدعوات والتوبات غير مجدية حسب الحديث النبوي الشريف-"أن الله يقبل توبة عبده حتى يغرقرنفسه." لكن يبقى هناك جزء حيوي آخر يتم تحويله أولاً؛ عين الرجل الميت تبقى مفتوحة وشاغرة النظر لحظة مغادرتها للجسد بناءً على رواية صحيح ترمذي عن الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم. إنها حقاً تجربة مليئة بالتحديات ولكنها أيضاً تفتح آفاقاً جديدة للإنسانية فيما يسمى بالبرزخ منتظرة اليوم الأخير والحساب الكبير.

وفيما يتعلق بالنفس والروح، فإن بعض علماء الدين المسلمين يشيرون لتحقيق معنى مشترك بينهما رغم وجود خلاف حول طبيعتها الفرعية أو المشابهة لها. الشيخ الإسلام ابن تيمية مثلاً يقترح أن الروح المتواجدة داخل الجسم أثناء الحياة هي ذات الروح المنفوخة أصلاً بإذن الله والتي تستمر بالحركة حين تُفارق الجسد عند الموت. وفي الواقع، يمكن اعتبار اسم النفوس والروح كمعادل تعطى لأي حال خاصة بالأعمار المقيدة بالموت النهائي. ويؤكد هذا المعنى صدور الحديث القائل:"أن الله يأخذ أرواحكم حيث يشاء ويعيدها إليها حيث يريد" سند صحیح لدى ابو داود بالإضافة لما ذكرته دعوة الصحابي الجليل بلال بن رباح ("يا رسول الله يا صاحب النفس التي ستكون ملكا").

وبالتالي وبعد فهمنا لهذا السياقات الدراسية، نتابع الصورة العامة لصعود الروح خارج جسم الانسان بما أنه دور نهائي وهام خلال المسيرة الصحية للإنسانية برمتها.

التعليقات