يمثل "موت الفجأة"، والذي يعرف أيضًا بموت القلب المفاجئ، حالة طبية خطيرة تتميز بفقدان الحياة بشكل غير متوقع ودون سابق إنذار بسبب فشل القلب. هذا النوع من الوفيات يمكن أن يحدث لدى الأشخاص الذين تبدو صحتهم جيدة ولا يعانون عادةً من أمراض قلبية معروفة. وفقا للمعهد الوطني للقلب والرئة والأمراض الدموية، يعد الموت القلبي المفاجئ السبب الرئيسي للوفيات بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و64 عاماً في الولايات المتحدة الأمريكية.
أحد الأسباب الرئيسية لهذه الحالة هو الرجفان البطيني، وهو اضطراب كهربائي يؤدي إلى انقباضات عشوائية وغير منتظمة لقلب المصاب مما يمنع تدفق الدم الطبيعي للجسم. حالات أخرى قد تساهم تشمل انسداد الشريان التاجي الحاد، خلل نظم القلب مثل النظم الجيوبي البطيء جداً أو السريع جداً، وأحياناً الأمراض العصبية التي تؤثر مباشرة على تنظيم ضربات القلب.
تأثير "موت الفجأة" ليس فقط محدودًا بالمتوفى نفسه ولكن أيضا له تأثيرات نفسية وجسدية كبيرة على أفراد الأسرة والمجتمع ككل. التعامل مع الصدمة والحزن المرتبط بهذا الخسارة المفاجئة يستغرق وقتاً طويلاً وقد يحتاج الدعم النفسي المتخصص لمساعدة المحزونين على تجاوز هذه الفترة الحرجة. بالإضافة لذلك، فإن الوقاية والعلاج المناسب هما المفتاح لتخفيف تأثير "موت الفجأة". التشخيص المبكر للأشخاص المعرضين لمثل هذه المخاطر باستخدام اختبارات وظائف القلب وتدخلات العلاج الدوائي أو الإجراءات الطبية اللازمة يمكن أن يحسن فرص البقاء على قيد الحياة ويقلل من احتمالات حدوث وفاة مفاجئة.
في النهاية، بينما يبقى البحث مستمر لتوضيح كافة جوانب "موت الفجأة"، فإن الوعي العام حول علاماته التحذيرية والإسعافات الأولية الضرورية أمر حاسم للحفاظ على الصحة العامة ومنع المزيد من الوفيات المؤلمة والمفاجئة.