الموت: تذكير بالآخرة وضرورة الاستعداد لها

التعليقات · 0 مشاهدات

الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام، وهدانا إلى طريق الحق والرشاد. إن الموت هو الحقيقة التي لا مفر منها، وهو الفصل بين الدنيا والآخرة. إنه الوعظ ا

الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام، وهدانا إلى طريق الحق والرشاد. إن الموت هو الحقيقة التي لا مفر منها، وهو الفصل بين الدنيا والآخرة. إنه الوعظ الأبلغ الذي يذكرنا بضرورة الاستعداد للقاء الله سبحانه وتعالى.

في الحديث الذي رواه الطبراني، وإن كان ضعيفًا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كفى بالموت واعظًا". فالموت يأتي بغتة، ولا يفرق بين غني وفقير، ولا بين كبير وصغير. إنه الواعظ الأصدق الذي يذكرنا بأن الحياة الدنيا زائلة، وأن الآخرة هي دار القرار.

يروي الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً من الأنصار قال: "من أكيس الناس وأكرم الناس يا رسول الله؟" فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أكثرهم ذكرا للموت، وأشدهم استعدادا له". فالموت ليس مجرد حدث طبيعي، بل هو باب يدخل منه إلى دار الجزاء.

يقول الحسن البصري رحمه الله: "فضح الموت الدنيا، فلم يترك لذي لب فرحًا". فالموت يأتي بغتة، ولا يترك لذي لب فرحًا، بل يذكرنا بأن الدنيا لا تسوى جناح بعوضة.

إن الاستعداد للموت يتطلب تذكر الآخرة والعمل لها، والتقرب إلى الله بالطاعات والابتعاد عن المعاصي. كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "أما الزوجات فقد نكحت، وأما الديار فقد سكنت، وأما الأموال فقد قسمت. هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم؟"

وفي النهاية، نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستعدون للموت بالعمل الصالح، وأن يرزقنا حسن الخاتمة. آمين.

التعليقات