استشهد من صفوف المسلمين خلال غزوة أحد، التي وقعت في السابع من شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة، سبعة وسبعون صحابياً كرام. هذه الحادثة المؤسفة كانت نتيجة للاشتباكات العنيفة بين المسلمين الذين كانوا تحت قيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبني قريش المدججين بالسلاح. ورغم النتيجة المؤلمة للأعداد الكبيرة من الشهداء، فإن تضحيات هؤلاء الرجال لا تُنسى ولا تُمحى أبداً.
من بين شهداء تلك المعركة، نذكر أشرف الخلق سيدنا حمزة بن عبد المطلب، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، والذي كان محبوباً لدى الجميع بسبب أخلاقه الحميدة وصفاته الفاضلة. كما خسر الجيش الإسلامي مصعب بن عمير، حامل الراية الإسلامية ومحارب بشجاعة غير عادية. بالإضافة إليهما، هناك عددا آخر من الأفراد الذين لعبوا أدوارا هامة في المجتمع الإسلامي آنذاك مثل عبد الله بن جحر وعبد الله بن عمرو بن حرام وغيرهما كثير ممن قدموا حياتهم دفاعاً عن عقيدتهم ودينهم.
كانت دوافع قريش لغزو المدينة المنورة واضحة؛ فهم سعوا للانتقام عقب الهزيمة المهينة التي لحقت بهم أثناء غزوة بدر. تجمعوا مرة أخرى وجمعوا قواتهم مستخدمين مختلف التحالفات المحلية لتحقيق هدف واحد وهو تحقيق انتصار وهزيمة للمسلمين. وعلى الرغم من موقع المسلمين الاستراتيجي عند جبل أحد، حيث وضعت مجموعة من الرمَّاة على الخط الأمامي للجبال وفق تعليمات النبي صلوات ربي وسلامه عليه، إلّا أنّ تصرف فردي خاطئ أدى لتغيير مجرى الحرب لصالح خصومهم مؤقتا. عندما رأى البعض تقدم جيوشهم نحو طريقهم لأخذ الغنائم قبل إصدار الأمر بذلك مباشرةً من زعيمهم، انتهز خالد بن الوليد الفرصة وتحرك بكتيبة صغيرة خلف خطوط الدفاع الإسلامية مما أدى لنكس موقت ولكن سرعان ما تم التعويض عنه لاحقا بحمد الله تعالى.
وفي النهاية، رغم فداحة خسائر الجانب الإسلامي البشرية خلال "غزوة أحد"، إلا أنها شكلت جزءاً أساسياً من تاريخ الدين الإسلامي وهي رمز للتضحية والشجاعة والإخلاص لعقيدتنا ومبادئ ديننا. ستظل ذكراهم محفوظات وستكون مصدر إلهام لكل مسلم عبر التاريخ لما بذلوه من أجل نشر رسالة الحق والخير والدفاع عن العقيدة النقية ضد كل تطاول وظلم.
