الزواج هو عقد ملزم يُبرمه رجل وامرأة برضا الطرفين، بهدف إقامة علاقات اجتماعية وثيقة مبنية على الود والمعاشرة بالمعروف. هذا العقد مُحدد بموجب أحكام الشرع الإسلامي لما فيه خير المجتمع واستقراره. يشكل أساساً لاستمرارية الحياة البشرية وتنظيم العلاقات الأسرية.
في الفقه الإسلامي، يعتبر الزواج رابطة مقدسة تتطلب موافقة كاملة ومسببة من كلا الزوجين. كما أنه يحفظ الحقوق والمكانة لكل طرف ضمن هذه الرابطة، مما يعزز الشعور بالأمان والاستقرار النفسي والجسدي لدى كل منهما. بالإضافة إلى ذلك، يقوم الزواج بتوفير بيئة آمنة لتربية الأطفال وتعليمهم القيم الأخلاقية والدينية بشكل سوي وصحيح.
من الناحية الشرعية، هناك شروط محددة يجب توافرها لإتمام مراسم الزواج. أولها وجود ولي الأمر (ولي المرأة) الذي يتمثل عادة في الأب أو أخوها أو عمها وغيرهم ممن لهم حق الوصاية عليها حسب القانون الجنائي المحلي. ثانياً، الحضور المتفق عليه بين الطرفين للموافقة والتراضي مع بعضهما البعض على القيام بهذا العقد المقدس. وأخيراً، حضور شهود يؤكدون تنفيذ جميع الإجراءات اللازمة للزواج ويتمتعوا بكامل القدرة العقليه والفهمه للإجراءات المعنية.
تتجسد أهمية الزواج أيضاً في تحقيق الغايات الربانية التي خلق الله البشر لأجلها وهي عباده وحسن خدمته على الأرض وإعمارها بما يحقق طاعته سبحانه وتعالى وبناء مجتمع انساني مترابط ومتماسك قائم على أسسٍ راسخة تقوم على التقوى والإيثار والرحمة والنصح وصلة الرحم والحفاظ على حقوق الآخرين واحترامها وهو ما يندرج تحت قوله تعالى "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها". لذلك فإن تنظيم هذه العملية الدقيقة عبر الأحكام والقوانين الضابطة لها يعد خطوة حيوية لصحة البنيان الاجتماعي العام للدولة المسلمة والتي تسعى دوماً لتحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين مستوى حياة المواطنين فيها.