آدم عليه السلام، أول البشر وخليفة الله في الأرض، شخصية بارزة في جميع الديانات السماوية. لقد حظي هذا النبي الكريم باحترام وتبجيل لا مثيل لهما، حيث سلطت الكتب السماوية الضوء على قصته وقصة أبنائه قابيل وهابيل، مما يسلط الضوء على أهمية هذه القصص في فهم أصول الإنسان. وفيما يلي بعض الصفات البارزة التي تميزت بها شخصية آدم عليه السلام:
صفات آدم عليه السلام:
نفخة من روح الله: هذا الشرف العظيم الذي منحه الله تعالى لآدم جعله كائناً مختلفاً تماماً عن باقي الكائنات. فالروح هي التي أعلت من مقام الإنسان، وجعلت منه قادراً على تلمس مواطن الخير والجمال في هذه الدنيا، مما يعد تمهيداً لطريق الإنسان نحو الله تعالى ونحو نعيمه الأبدي.
سريع الندم والاستغفار: ظهرت هذه الصفة بوضوح بعد أن زل آدم وحواء وأكلا من الشجرة التي نهاهما الله تعالى عن الأكل منها. قال تعالى: "قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين" [الأعراف: 23]. هذه الصفة من أعظم الصفات التي ورثها الصالحون عن أبيهم آدم وأمهم حواء، وهي التي بفضلها ساروا على دروب الخير والصلاح ونالوا رضوان الله تعالى.
المعلم من الله تعالى: علَّم الله تعالى آدم عليه السلام الأسماء كلها، وصفة العلم هذه من أبرز الصفات التي اتصف بها هذا النبي الكريم. امتاز بها عن سائر مخلوقات الله تعالى حتى عن الملائكة الكرام الذين أنبأهم آدم بأسمائهم كما أورد القرآن الكريم. وهذا يدل على مكانة هذا النبي الكريم وأهمية الإنسان بشكل عام.
الكائن الذي سجدت له الملائكة: أمر الله تعالى الملائكة الكرام بالسجود لآدم تكريماً له، غير أن إبليس أبى واستكبر، فحاج الله تعالى، فعلم إبليس عندها أنه من أهل النار وأنه سيُنظر إليه يوم القيامة. وما هذا السجود لآدم إلا دليل آخر على عظم مكانة الإنسان من بين سائر المخلوقات.
مخلوق من طين: خلق الله تعالى آدم من الطين، وخلق الملائكة من النور، وخلق الجان من النار. خلق آدم من هذه المادة يُعتبر صفة مميّزة له تدل على عمق هذا الكائن وما أودعه الله فيه من أسرار.
هذه الصفات وغيرها الكثير تبرز مكانة آدم عليه السلام كأول نبي وكخليفة الله في الأرض، مما يجعله قدوة لنا جميعاً في السلوك والتقوى.