ولد الحسن بن علي، ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وزوجته فاطمة بنت رسول الله محمد ﷺ، في يومٍ مبارك هو الخامس عشر من شهر رمضان سنة ثلاث للهجرة. عاش الحسن طفولة مليئة بالأحداث التاريخية والدينية المثيرة تحت رعاية جدِّه النبي محمد ﷺ، الذي كان يرى فيه روحَه الإنسانية الصادقة. لم تدم تلك الطفولة الطاهرة سوى سبعة أعوام فقط، لكن تأثيرها ظل خالدًا عبر التاريخ.
بعد رحيل جده، واصل الحسن مسيره بتبني عقيدة أهل السنة والجماعة التي أسس لها أبوه علي بن أبي طالب ضد البدعة والمعاصي. خاض العديد من المعارك الهامة دفاعًا عن حقوق المسلمين وضمان استقرار دولتهم الفتية. شمل ذلك مشاركته في ثورات مهمة كصفِّين وجمل وطبرستان وغيرها. وفي سن مبكرة نسبيًّا بلغت الثلاث والعشرين عامًا فقط، تولى الخلافة الإسلامية لمدة ستة أشهر تقريبًا قبل تنازله عنها لصالح أخيه مسلم بن عقيل بسبب خلافات داخلية وخارجية تهدد استمرار الدولة الإسلامية الوليدة آنذاك.
في الثالث عشر من محرم، الموافق للسادس من مارس لعام 50 هجرية/670 ميلادية، توفى الحسن بن علي في مدينة المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية حاليًا. وتم دفنه بمكان يُطلق عليه اسم "البقيع" والذي تحولت فيما بعد لأحد أهم مقابر المسلمين. رغم ان عمره القصير نسبياً إلا أنه ترك بصمه واضحة وشخصيته المحبة للتسامح والخير والتي تجلى فيها قوله الشهير:" الخيرُ لا شرَّ فيه : الشكرُ مع النعمة ، والصبرُ على النازلة ".
وقد اشتهر بالحكمه والفراسة الواضحة مما جعل اقواله وارثه الروحي مصدر إلهام حتى عصرنا الحالي. منها قول معروف عنه :" الفرصه سريه الفتو , بطيئة العوده ", ويعكس عمقه فلسفه زمانه وما زالت تحمل دعوه للحفاظ والاستثمار الأمثل لكل فرصة تأتي في الحياة . إن ذكراه تبقى محفورة لدى قلوب المؤمنين لما امتلك من قيم ساميه ونبل خلق وفروسية لسان ونفس كريمه .