ولد الرسول الكريم يوسف -عليه السلام- في مدينة ناصرة بفلسطين، والتي كانت جزءاً من مصر الفرعونية آنذاك. وفقاً للتقاليد الدينية والعلمانية، فإن والدته راحيل هي زوجة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم جميعًا السلام. وقد اشتهر النبي يوسف منذ نعومة أظافره بحسن خلقه وجمال روحه، مما جعله محبوباً لدى عائلته وأبناء قومه.
في طفولته المبكرة، نقلت العائلة إلى أرض كنعان بسبب الجفاف الشديد الذي ضرب فلسطين آنذاك. ومع مرور الوقت، لاحظ أبوه يعقوب تفوق ابنه يوسف وحلمه البراق عندما رأى الشمس والقمر ساجدين له؛ مما أدى ذلك لحسد إخوته منه وإلقاءه في البئر بناءً على اتهامات باطلة باللواط التي وجهها إليه أخوه الأكبر رؤبئيل. ولكن القدر كان يحمي هذا النبي المجيد، حيث نجاه الله عز وجل واشترى تجار متوجهون لمصر فتيانه ليصبح عبد الملك الوزير هناك فيما بعد.
هذه الرحلة الصعبة والنبوءة المباركة تشكل أساس القصة القرآنية الشهيرة لسلسلة الأحداث التي تغلب فيها الحقائق الروحية والإيمانية على المؤامرات الإنسانية الشريرة، لتكون درسا عمليا لكل زمان ومكان حول قوة الإيمان والصبر والثبات أمام المصائب مهما اشتدت وطأةها.