الزنا في الإسلام هو فعل الفاحشة في القبل أو الدبر، وهو من أعظم المحرمات في الشريعة الإسلامية. وقد دل على ذلك القرآن الكريم، والسنة النبوية، والإجماع. ففي القرآن الكريم، يقول الله تعالى: "ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا" [الإسراء: 32]. وفي السنة النبوية، روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سألته أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك. قلت: ثم أي؟ قال: ثم أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك. قلت: ثم أي؟ قال: ثم أن تزني بحليلة جارك" [رواه البخاري ومسلم].
أما الإجماع، فقد أجمع العلماء على تحريم الزنا. ويُعرّف الزنا الذي يستوجب الحد بأنه وطء مكلف مسلم فرج آدمي، لا ملك له فيه ولا شبهة، متعمداً، والوطء هنا يحصل بالتقاء الختانين وتغييب الحشفة في الفرج. أما ما كان دون ذلك من اللمس والتقبيل والمداعبة بدون إيلاج فلا يجب به الحد، ولكنه زنا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه". متفق عليه.
ومن المهم أن نذكر أن الزنا من أعظم الكبائر عند الله تعالى، وقد حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: "بشر الزاني بالفقر ولوبعد حين". ومع ذلك، فإن التوبة النصوح تمحو ما قبلها، كما قال تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم" [الزمر: 53].
وفي الختام، يجب على المسلم أن يتجنب كل ما يؤدي إلى الزنا، وأن يغض بصره، ويحفظ فرجه، ويبتعد عن الخلوة بالأجنبية. كما يجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى من أي ذنب قد وقع فيه، وأن يعزم على عدم العودة إليه.