في رحاب أسرار التوحيد، تتجلَّى لنا عظمة قدرة الله وعظيم صفاته التي تجسد جوهر ذاته المقدسة. تُعتبر صفات الله الذاتية نواة أساسية لتوحيده، مما يعكس وحدانيته وكماله المطلق. يقدِّم علماء الدين المسلمين تصنيفاً مفصلاً لهذه الصفات، والتي يمكن تقسيمها وفق اعتبارات مختلفة.
أولاً، بناءً على ثبوتيتها ونفيها، تنقسم أسماء الله إلى نوعين رئيسيين؛ صفات ثابتة ونفيّة. تربط الأولى الإله بالصفات التي ثبتها بنفسه أو أكد عليها نبينا الكريم -صلَّى الله عليه وسلَّم-. مثال على ذلك: الحياة، والعلم، والاستواء، بينما تعتمد الثانية على النفْي لتلك الصفات غير المناسبة للإله، مثل النوم، أو الغفلة.
وعلى أساس الأدلة المؤيدة لها، تضمحل صفات الله إلى صفتين بارزتين هما: الصفات الخبرية والصوتية العقليَّة. تؤكد الأولى على أهمية الاستناد للخبر القطعي سواء عبر الوحي أو سنَّة النبي الأعظم -صلواتُ ربِّنا عليه-. وعلى الجانب المقابل، تقوم الأخيرة على توافق بين دليلَي الاستماع والفكر البشري.
ومن منظور تاريخي دقيق حول ارتباط تلك الصفات بجذورها الأصلية، يقسم المسلمون تفاصيل أكثر عمقا بشأن طبيعة علاقة صفات الله بوحدانيته. يحتوي هذا الانقسام الثلاثي على ثلاث مستويات مهمَّة؛ أولها صفات الوجود التي تمتاز باستمرار ملاصقتها لجوهر الذات الإلهية منذ الأزل حتى اليوم التالي -مثل الحكمة والكلمة والإرادة-. وثانيهما يعرف باسم الصفات الطارئة المرتبطة بإرادات خالصة لله وحده –كالنزول ودخول البيت-. وأخيرًا، تجمع مجموعة مختارة قليلةٍ من التصرفات الفردية بين كونها ذاتيات وطروحات عملية مثالية لحظة التنفيذ بالإرادة الإلهية فقط.
بالانتقال لعامل الجمال والجلال المتعلق بصلاحيات الرب القدير, يوجد فصل آخر مغاير تمامًا إذ أنه لا يحتاج لقواعد رسمية بل يستند على المشاعر الإنسانية المُعبِرة عنها; فنرى كيف يصعد الشعور بالمجد والخوف بذكر خصائص كالقيادة والقوة مقابل جذب التعاطف والرحمة حين ذكر مواهب أخرى كتلك الخاصة بالنعم والمعونة الروحية.
إن احترام مبادئ "لا يُشبَه برؤية عين ولا تخيال" أثناء فهم ومعرفة سمات خلق الرحمن الكريم أمر حيوي للغاية وذلك تجنبًا لأي سوء فهم قد يؤدي لخطر الشرك. عوض ذلك، يجب استخدام ادعية مُخصصة لكل حالة تناسب شخصية الله الواحدة المتنوعة بكثيرة الأسامي الجميلة المعروف لديه التسليم بتفرد صلاحيتِها وسط جهالات عالم البشر بكل بساطته وضعفه أمام علم الآله والثابت فيه بصورة واضحه وهو عدم التشابه مطلقآ لأنه ليس بمخلوق وكل ما سواه مخلوقات خلقه جل اسمه .