قبل ظهور الإسلام، كانت حياة العرب تتميز بمزيج فريد من الخصائص الثقافية والدينية والاقتصادية. يرجع العديد من المؤرخين جذور العرب إلى سيدنا إسماعيل عليه السلام، والذي سكن في مكة المكرمة مع أقوام أخرى مثل قبيلة جرهم. عاش هؤلاء القوم لفترة طويلة على الدين الحنيف، وهو توحيد الخالص المستند إلى تعاليم سيدنا إبراهيم عليهم السلام. ومع ذلك، بعد فترة من الانحراف، بدأت العديد من القبائل العربية تتجه نحو عبادة الأوثان والأصنام، معتقدة أنها تساعدهم في الوصول إلى الله.
على الجانب العقيدي والفكري، برزت اللغة والثقافة الشعرية بشكل بارز لدى العرب. لقد اعتزروا بفخر بشعرهم ورواياتهم الأدبية، مما جعل منهم رواة للحكايات والقصة. كتب الشعراء المعروفون مثل عنترة بن شداد والنابغة الذبياني أعمالهم الرائعة، والتي كانت تُعلق على جدران الكعبة الموقرة وتعرف فيما بعد باسم "المعلقات".
أما اقتصاديًا، فقد اشتهرت القبائل العربية باستغلال التجارة والحياة الرعوية؛ حيث ركزت معظم جهودها على زراعة الإبل ورعي الأنعام. بالإضافة إلى ذلك، شاركت في التجارة الخارجية الواسعة النطاق عبر الطرق التجارية التقليدية أثناء تنقلات الموسم - الرحلات الصيفية والشتوية بين مناطق مختلفة من الجزيرة العربية مثل اليمن والشام. وهكذا، تبادل العرب المنتجات والبضائع المتنوعة لتلبية احتياجات مجتمعاتهم المحلية وخارج حدودهم أيضًا.
