بدأت الدولة الإسلامية كحركة سياسية ودينية أسسها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في القرن السابع الميلادي. هذه الحركة التي بدأت كنواة صغيرة في مكة المكرمة تطورت بسرعة لتشكل قاعدة قوية في المدينة المنورة بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها. هنا، وضع أساس نظام اجتماعي جديد مبني على الشريعة الإسلامية، مما عزز الوحدة بين المسلمين وأرسى القيم الأخلاقية والأخوة الإنسانية.
بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، مر المسلمون بحقبة الخلافة الراشدة، والتي شهدت توسعاً جغرافياً وازدهاراً ثقافياً. خلال فترة حكم الأربعة خلفاء الراشدين - أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب - انتشر الإسلام إلى مناطق واسعة خارج شبه الجزيرة العربية.
في ظل الحكم الأموي، بدأ عصر الإمبراطوريات الإسلامية ذات النفوذ العالمي الواسع. تحت حكم معاوية بن أبي سفيان، شهد العالم العربي نهضة كبيرة في الفنون والعلم والتجارة. استمرت هذه الرخاء خلال عهد بني أمية حتى ظهور دولة بني العباس في بغداد عام 750 ميلادية، والتي حملت معه مرحلة جديدة من ازدهار العلم والفلسفة والثقافة.
مع مرور الوقت، انقسمت الإمبراطورية الإسلامية إلى عدة دول أصغر مثل الدولة الفاطمية والدولة الأيوبية والدولة المغولية وغيرها الكثير. كل واحدة منها تركت بصمتها الخاصة في التاريخ الإسلامي، لكنها جميعا تبقى امتداداً لروح ومبادئ تلك الدولة الأولى التي أسسها النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة مضت.