صاحبة هجرتين: قصة أم المؤمنين زينب بنت خزيمة

التعليقات · 1 مشاهدات

زينب بنت خزيمة، زوجة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، هي واحدة من النساء الإسلاميات البارزات اللواتي تركن بصمة واضحة في التاريخ الإسلامي. كانت معروفة ب

زينب بنت خزيمة، زوجة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، هي واحدة من النساء الإسلاميات البارزات اللواتي تركن بصمة واضحة في التاريخ الإسلامي. كانت معروفة بتواضعها وروحانية عالية وشجاعتها الأسمى التي ظهرت بشكل واضح خلال هاتين الحركتين الهامتين في حياة المسلمين - الهجرة الأولى إلى الحبشة وهجرتهم الثانية إلى المدينة المنورة.

كانت زينب أول امرأة مسلمة تزوج بها النبي محمد بعد وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها. وقد اختارتها كزوجة له بسبب إيمانها العميق وتضحياتها الجسيمة لدعم الحق والخير رغم المحن الصعبة التي واجهتها.

الهجرة الأولى إلى الحبشة تعد نقطة تحول مهمة في تاريخ المسلمين الأوائل. عندما بدأت الضغوط ضد المجتمع المسلم المتنامي في مكة المكرمة بالازدياد، قرر بعض الصحابة البحث عن ملاذ آمن. كان هذا القرار محفوفاً بالمخاطر لكنه حمل أيضاً بذور النصر المستقبلي للإسلام. وكانت زينب ضمن مجموعة صغيرة من النساء الذين شقوا طريقهم الطويل عبر الصحراء للوصول إلى أرض الفرنجة. هناك وجدوا قبولاً وحماية تحت حكم الملك النصراني الأشرم بن أبجر الذي لم يظلم أحداً لجأ إليه.

بعد عودتهم الناجحة إلى مكة، أدت سلسلة من الأحداث لهدنة مؤقتة بين القريش والمؤمنين الجديدة والتي سمحت بالنفي الثاني نحو المدينة المنورة. هنا مرة أخرى لعبت زينب دور البطولة بإظهار قوة القلب والإقدام الروحي اللازم للاستمرار في رحلة العقيدة الإسلامية غير المعروفة حينذاك.

وفي النهاية، توفيت زينب بنت خزيمة عام 12 هـ/633 ميلادية أثناء غزو غطفان لفلسطين. ولكن سيرة حياتها وأفعالها أثبتا أنها حقا "صاحبة هجرتين". لقد كانت رمزًا للتحدي والثبات والتزام المرأة للمثُل الدينية والأخلاقية المثلى حسب الفهم الإسلامي لها آنذاك.

التعليقات