التأثير العميق للتقدم التكنولوجي الذي شهدناه خلال العقود الأخيرة لم يكن محصوراً في المجالات الاقتصادية والتعليمية فحسب، بل امتد ليترك بصماته الواضحة ع
- صاحب المنشور:
عبد العزيز بن خليل ملخص النقاش:
التأثير العميق للتقدم التكنولوجي الذي شهدناه خلال العقود الأخيرة لم يكن محصوراً في المجالات الاقتصادية والتعليمية فحسب، بل امتد ليترك بصماته الواضحة على بنية المجتمع وتفاعلات الأفراد داخل نسيج الحياة اليومية. لقد أدخلت شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية العديد من التحولات الهامة التي تحتاج إلى تحليل متعمق لفهم مدى تأثيرها الإيجابي والسالب على العلاقات البشرية التقليدية.
في البداية، يمكن اعتبار وسائل الإعلام الجديدة فرصة رائعة لتوسيع دائرة الأصدقاء والمعارف. توفر هذه المنصات إمكانيات الاتصال الفوري والاستمرارية بين الأشخاص الذين تربطهم روابط بعيدة أو حتى غير معروفين سابقاً. إنها تجعل العالم يبدو أصغر حجمًا وأكثر سهولة للوصول إليه. كما أنها قد تكون مفيدة للمجتمعات المحلية والأسر المتباعدة جغرافياً. ولكن، هل حققت تكنولوجيا المعلومات مكاسب حقيقية أم زادت من الشعور بالعزلة والشعور بعدم الرضا؟
على الجانب السلبي، هناك مخاوف مشروعة بشأن العواقب الضارة المحتملة لهذه الأدوات التكنولوجية الحديثة. أحد أكثر القضايا شيوعاً هو "الاستخدام الزائد" حيث أصبح الإنترنت والهواتف الذكية بمثابة ملحق ضروري لحياتنا اليومية مما يؤدي غالباً إلى إسراف الوقت وعدم التركيز الكافي على الجوانب الأخرى المهمة مثل العمل والعائلة والصحة النفسية والجسدية. بالإضافة لذلك، فقدان القدرة على قراءة اللغات غير الكتابة بطريقة فعالة - نتيجة لاستخدام الرسائل القصيرة والموجزة عبر الإنترنت – يعد تحدياً خطيرا آخر.
ثانياً، أثرت الشبكات الاجتماعية أيضاً على طبيعة الحوار الإنساني بالمجتمعات. إن الفضاء الإلكتروني يسمح بحرية أكبر بالتعبير لكن هذا الحرية غالبًا ما تؤدي لإساءتها واستخدام اللغة المهينة والإقصائية ضد الآخر المختلف ثقافياً واجتماعيا واقتصاديا وقد ذهب الأمر أبعد لينتج عنه هجمات عدائية مباشرة ومباشرات هاتفيه بسبب بعض التعليقات الغاضبة.
كما انتهكت خصوصيتنا الشخصيه عندما كشفنا الكثير من تفاصيل حياتنا الخاصة أمام عيون الجميع بدون قصد او تدقيق مستهدف لمعلوماتنا الشخصية مما يهدد امننا الوظيفي وحتى الشخصى.
وفي النهاية، رغم كل تلك التأثيرات السلبية نسبياً الا انه بالإمكان تقليل هذا الاختلاف الكبير بإعادة تنظيم استخدام الوسائط الجديد وفق نظام جديد ينظم استعمالها ويستخدم لقيم أخلاقيات اسلاميه ومنهجه تعليميه تربويه سويه تساعد مستخدمي الانترنت سواء كانوا اطفال ام شيوخ كي يستطيعوا الاستفاده منها دون الوقوع تحت تأثير سلبياتها . وهذه الخطوة الاولى لتحسين وضع العلاقة الاجتماعيه نحو الافضل وذلك بتطبيق السياسات والقواعد المساعدة للحفاظ علي سلامتهم المعنوية والنفسية .