عزير، اسم ارتبط بشخصية غامضة ومثير للاهتمام في تاريخ التوراة والتقاليد الإسلامية القديمة. بينما لم يتم التأكد بشكل قطعي مما إذا كان نبياً كما ورد في بعض الروايات الدينية، إلا أنه يظل رمزاً للقدرة الإلهية والخلق الجديدة.
وفقاً للتقاليد اليهودية والأحاديث الواردة في الإسلام، يعود نسب عزير إلى إسحق بن إبراهيم، وبالتالي فهو واحد من أحفاد البطريركة العظيمة لإسرائيل. وفقاً لتقديرات المؤرخين، ربما عاش خلال القرن السادس أو الخامس قبل الميلاد، وهو الوقت الذي شهد فيه الاحتلال البابلي لبني إسرائيل وحرب مصر ضد الفرس.
قصة عزير الأكثر شهرة وردت في القرآن الكريم، وتظهر تفسيراً عميقاً لقوة الله وخالقاته المدهشة. يحدث هذا الحدث تحديداً أثناء الغزو البابلي لهيكل سليمان في القدس تحت حكم نبوخذ نصر الثاني ملك بابل. المدينة كانت فارغة تقريباً عندما مر رجل من بني إسرائيل يدعى عزير، تساءل كيف يمكن لمدينة كهذه أن تعود للحياة مرة أخرى بعد الفراغ والانكسار. هنا تدخل القدرة الإلهية.
وقوع الموت على عزير لمدة قرن كامل ليس مجرد تغيير في حياته بل دروس عظيمة حول الإعادة والحياة الجديدة التي يأتي بها الرب. عند استيقاظه بعد تلك السنوات الطويلة، وجد نفسه وسط مشهد مختلف تمام الاختلاف: مدينة نابضة بالحياة مليئة بالأرواح والشباب مجدد لأرض كانت ميتة سابقاً. رؤية عزير لهذه المعجزة جعلته أكثر إيماناً بالقدرة الواسعة لله وأنه "علم بأن الله على كل شيء قدير".
على الرغم من عدم توفر الكثير من التفاصيل حول حياة عزير خارج هذه الحادثة التاريخية، فإن وجوده يذكرنا بتعاليم التواضع والإيمان بالقضاء الإلهي مهما بدت الأشياء مستعصية الحلول. إنه مثال حي لكيف يمكن للنور أن ينمو حتى وإن ظهر الظلام وكأنه لن ينضب أبداً.