الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
أول شهيد في الإسلام هو سمية بنت خُبّاط، والدة عمار بن ياسر رضي الله عنه. هذا ما أخرجه ابن سعد بسند صحيح عن مجاهد، حيث قال: "أول شهيد في الإسلام سمية والدة عمار بن ياسر". كما أورد ابن كثير في البداية والنهاية أن الإمام أحمد روى عن وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد أن أول شهيد في الإسلام استشهد أم عمار طعنها أبو جهل بحربة في قبلها.
سمية بنت خُبّاط كانت من أوائل الذين أعلنوا إسلامهم في مكة المكرمة، وكانت من أشد الناس صبراً على الأذى الذي تعرضت له بسبب إيمانها. وقد تعرضت للتعذيب الشديد من قبل كفار قريش، حتى قُتلت على يد أبي جهل، الذي طعنها بحربة في صدرها.
وقد ورد ذكر سمية في القرآن الكريم في سورة آل عمران، حيث قال الله تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (آل عمران: 169). وهذا يدل على مكانة الشهداء في الإسلام، وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون.
إن استشهاد سمية بنت خُبّاط هو شهادة على إيمانها الراسخ وتفانيها في سبيل نشر رسالة الإسلام، وهو مثال يحتذى به لكل مسلم ومuslima في الدفاع عن دينهم ومبادئهم.