وفقًا للقرآن الكريم، كان قوم عاد من العرب الذين عاشوا في منطقة الأحقاف بين حضرموت وعمان. كانوا يعيشون في خيام ضخمة ذات أعمدة ضخمة، كما ذكر الله تعالى في سورة الأعراف: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ".
كان قوم عاد أول من عبد الأصنام بعد نوح عليه السلام، فأرسل الله إليهم هودًا عليه السلام ليدعوهم إلى التوحيد. لكنهم كذبوا الرسول هودًا واستكبروا في الأرض بغير الحق، فغضب الله عليهم وأرسل عليهم العذاب.
يقول الله تعالى في سورة الأعراف: "وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ". لكن قوم عاد ردوا عليه بالكفر والعناد، فقالوا: "إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَهٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ".
عاقب الله قوم عاد بالريح الصرصر العاتية التي هبت عليهم سبع ليال وثمانية أيام، كما ذكر الله تعالى في سورة الأحقاف: "فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ * وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ فَعَمَّهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَلْقَيْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّيَذُوقُوا عَذَابَ الْخُزْيِ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُون".
كان طول قوم عاد كبيرًا، حيث ذكر بعض السلف أن أطولهم كان مائة ذراع وأقصرهم ستين ذراعًا. هذا الطول الكبير لم ينفعهم من عقاب الله، فقد أهلكهم الله بسبب كفرهم وعنادهم.
في النهاية، نرى أن عقاب الله لقوم عاد كان نتيجة مباشرة لعنادهم وكفرهم بالرسول هود عليه السلام. إن قصة قوم عاد تحذرنا من مغبة الكفر والعناد، وتذكرنا بأن الله تعالى قادر على عقاب الظالمين.