يُعتبر حق الجار من أهم القيم التي أكد عليها الإسلام، فهو ليس مجرد قريب جغرافياً، بل هو أحد أفراد المجتمع المستحق للرعاية والاحترام والتكافل. جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الآيات والأحاديث التي تؤكد على مكانة الجار وأهمية معاملته بالحسنى.
في الحديث الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" (رواه البخاري). تشير هذه الأحاديث إلى ضرورة تعزيز العلاقة بين الجيران وتقديم المساعدة والدعم لهم قدر الإمكان.
ومن حقوق الجار الواردة في الإسلام ما يلي:
- الصبر والصفح: ينبغي للمسلم أن يصبر على أذى جاره ويصفح عنه عند الخطأ، كما ورد في قوله تعالى: "وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ عَظِيمٌ حَلِيمٌ" (الشورى: 42).
- العون والمؤازرة: يجب تقديم يد العون للجيران عند الحاجة، سواء كانت حاجتهم مادية أم معنوية، فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره". (رواه مسلم).
- الحفاظ على خصوصيته: حفظ خصوصية الجار وعدم التدخل في حياته الخاصة إلا بإذنه أمر مهم أيضاً. يقول ابن مسعود رضي الله عنه: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها".
- التسامح والتآلف: يمكن بناء مجتمع متماسك ومتآلف عبر التحلي بالتسامح واحترام آراء وجوانب ضعف الآخرين، وفقاً لقوله تعالى: "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّ ذَلِكَ لَكَبِيرٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ" (البقرة: 45).
إن احترام وحماية حقوق الجار تمثل جزءاً أساسياً من الأخلاق الإسلامية وتعزز من روابط المحبة والمودة بين المسلمين داخل المجتمعات.