معنى الإسلام والدلالة القائمة على الأركان والتطبيق العملي

التعليقات · 4 مشاهدات

الإسلام ليس مجرّد طقوس خارجية أو شعائر روحية فقط؛ بل هو منهج شامل للحياة ينطلق من أساس متين من العقيدة والأخلاق والقوانين الشرعية. إنّ مصطلح "الإسلام"

الإسلام ليس مجرّد طقوس خارجية أو شعائر روحية فقط؛ بل هو منهج شامل للحياة ينطلق من أساس متين من العقيدة والأخلاق والقوانين الشرعية. إنّ مصطلح "الإسلام" مشتق من الجذر الثلاثي "اسلم"، والذي يحمل دلالة الاستسلام والخضوع لله سبحانه وتعالى بشكل مطلق. وفي سياق النص القرآني، يقول الحق جل وعلا: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا". وهذا تأكيد واضح على اكتمال رسالة الإسلام وتمامه لكل ما يمكن أن تحتاج إليه البشرية.

في اللغة العربية، يعد "الإسلام" انقياد النفس للحق واستسلامها لأمر الله عز وجل دون مقاومة أو تحفظ. ومن الأمثلة الرائعة على ذلك قصة يوسف عليه السلام عندما نادى قائلا لسيده العزيز: "(قالوا) رب سيدك دعانا إلى كريم وأحسن بي نزلا"، وكذا الأمر بالنسبة لحوار الملك بلقيس مع سيدنا سليمان حين قالت:"قد أوتينا من قبل قوة عظيمة". كما يشير الآية الكريمة {ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى} إلى أهمية تسليم المرء نفسه بإخلاص لربه ومعالي أمره.

أما المصطلح الاصطلاحي للإسلام فهو يشير تحديدًا إلى نظام حياة كامل يكفل سعادة الفرد والمجتمع مع اكتفاء ذاتي وفكري وروحي تغذيها الأحكام التشريعية للشريعة الإسلامية. ويعكس هذا النظام الاعتبار الواسع للعقل الإنساني وحاجاته الروحية والنفسية والجسدية عبر مجموعة منظمة ومترابطة من الضوابط والسلوكيات والمعارف المتنوعة. ولعل خير توضيح لهذه الرؤية هي عبارة النبي صلى الله عليه وسلم المبكرة والتي تعد خلاصة لبنة أساسية لمفهوم الإسلام إذ يقول: "بُنِي الإسلام على خمس...". وهذه الخمس تشمل أشكال مختلفة من التعبد كالشهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والصلاة، والإيمان بالقضاء والقدر وغيرها الكثير مما سيبرهن لك عمليا باتباع نهجه المطهر مدى شموليتها وعمق تأثيرها لو احترمتها حق الاحترام.

وبصفة عامة، فإن تجليات الإسلام تكمن فيما يعرف بثلاث طبقات اساسيه: الطبقة الاولى مرتبطة بالإيمان الظاهري المرتكز علي الدعوات الاسلامية المفتوحة والتي تعتبر مدخل حيوي لدخول المسلمين الى عالم اسلامهم, أما الثانية فهي تتمثل بتلك المعرفة الداخلية (ايمان القلب ) بانواعها المختلفه مثل ايمان المؤمن بوحدانيه الخالق وما تجلت فيه صفاته العظمى بالإضافة الي تصديقه بنبوته صلى الله عليه وسلم .وفي الأخير يأتي جانب التطبيق العملي حيث نجد ان الانسان المسلم يتميز بحس اخلاقي كبير جدًا وذلك بسبب ارتباطه المباشر بشرعه الربانية الغراء والتي تنظم أسلوبه الحياتي بطريقة سامية ومستدامة مما جعله يصنف ضمن اعلى درجات الموازن الاجتماعية العالمية نظرا لتفرد نظامه الاجتماعى والفلسفي الخاص بذلك. إنها رؤية شاملة تلخص جوهر الديانة المحمدية وتعتلي كافة مرتكزاتها بما فيها أركان الأساس وستعمل بلا شك لتحقيق رفعة الإنسان وسعادة الامبراطورية المؤمنة تحت ظل سلطان الرحمن الرحيم.

التعليقات