سبب عدم وجود البسملة في سورة التوبة: دراسة في أقوال العلماء

التعليقات · 2 مشاهدات

تعد سورة التوبة من سور القرآن الكريم التي لا تبدأ بالبسملة، وهو أمر أثار اهتمام العلماء منذ القدم. وقد اختلفوا في تفسير هذا الأمر على عدة أقوال، والتي

تعد سورة التوبة من سور القرآن الكريم التي لا تبدأ بالبسملة، وهو أمر أثار اهتمام العلماء منذ القدم. وقد اختلفوا في تفسير هذا الأمر على عدة أقوال، والتي سنستعرضها فيما يلي:

أولاً، يرى بعض العلماء أن سبب عدم وجود البسملة في سورة التوبة يعود إلى أن البسملة تحمل معنى الرحمة والأمان، بينما نزلت سورة التوبة بنقض العهد الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين، وبالتالي لا مكان للرحمة والأمان فيها. هذا القول مروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وسفيان بن عيينة، والمبرد -رحمهم الله-.

ثانياً، يرى آخرون أن العرب كانوا يفعلون ذلك عند كتابة كتاب نقض العهد، فلم تكتب البسملة في سورة التوبة لأنها نزلت بنقض العهد. هذا القول مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما.

ثالثاً، يرى بعض العلماء أن الصحابة اختلفوا في اعتبار سورتي الأنفال والتوبة سورتين منفصلتين أو سورة واحدة، فتركوا بينهما فرجة فاصلة بلا بسملة جمعاً لقول الفريقين.

رابعاً، يرى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن سورتي الأنفال والتوبة قصة واحدة، فظن أنها من الأنفال ولم يبين النبي صلى الله عليه وسلم أنها منفصلة عنها، فقرن بينهما ولم يكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم.

خامساً، يرى بعض العلماء أن البسملة نسخت من أول سورة التوبة كما نسخت من أول سورة البقرة.

هذه الأقوال المختلفة تعكس اهتمام العلماء بتفسير هذا الأمر، ولكن القول الثاني والثالث هما الأكثر شيوعاً بين العلماء. ومع ذلك، فإن السبب الحقيقي وراء عدم وجود البسملة في سورة التوبة يبقى موضوعاً للبحث والنقاش بين العلماء.

التعليقات