لا يُحدّد القرآن الكريم والسنة النبوية بدقة موقع ولادة النبي نوح وسدة سكناه الأصلية لقومه. هذا ترك مجالا واسعا أمام العلماء للتقدم باجتهادات مختلفة حول هذه المسألة المهمة.
معظم الباحثين يشيرون إلى احتمالية كبيرة بأن منطقة وادي الرافدين قد كانت موطن بداية حياة سيدنا نوح. تتضمن هذه المنطقة الأراضي الواقعة بين نهري دجلة والفرات والتي تشمل حالياً أجزاء من العراق وإيران. هنا، دعا نوح قومه الخمسين عاما الأولى من مهمته الرسولية التي امتدت لألف عام تقريباً.
بعد انتصار طوفان إبراهيم عليه السلام، اختلط الناجون وانتشروا عبر العالم القديم. البعض توجه نحو الجنوب الشرقي، مستوطني مناطق مثل جنوب الجزيرة العربية وجنوب غرب آسيا بما فيها الهند ومصر. لكن الأصل الدقيق لبقاء نوح والقليل من مؤمنيه الذين نجاهم الطوفان يبقى لغزا تاريخيا عميقا.
في ضوء عدم وجود دليل قطعي، يستمر العلماء والمؤرخون في تحليل الأدلة المتاحة من مختلف الحضارات القديمة لتجميع صورة أقرب لما تبدو عليه الحياة خلال فترة سيدنا نوح وزمن الطوفان العالمي الغامض. ومن الجدير ذكره أنه رغم غياب اليقين بشأن المواقع الجغرافية لهذه الفترات المبكرة من التاريخ الإنساني، فإن قصة الطوفان تظل واحدة من أكثر القصص تأثيراً في الثقافة البشرية جمعاء.