في سفر التكوين، يقدم لنا القرآن الكريم عبرة عظيمة عبر قصة النبي يوسف عليه السلام، مليئة بالدروس العميقة والحكم الحكيمة التي يمكنها ترشد حياتنا وتوجيه أخلاقنا اليومية. هذه القصة ليست مجرد سرد تاريخي؛ إنها مكتظة بالأمثلة العملية حول الصبر، الإخلاص لله، والثقة فيه حتى في أحلك الظروف.
تبدأ رحلة النبي يوسف بمظلمة ظلم إخوته له وبيعه كعبد إلى مصر. لكن بدلاً من اليأس أو الانتقام، اختار Yusuf الثقة في قدر الله وتسليم أمره إليه. هذا التصرف يعلمنا درساً قيماً: كيف يمكن للثقة والإيمان بأن كل ما يحدث هو حسب مشيئة الله أن يساعداننا في التعامل مع المصائب والأزمات بكل قوة وصبر.
ثم نرى بعد ذلك كيفية استخدام Yusuf لهذه النقمة كمصدر للقوة والكفاءة، إذ أصبح وزير الخزانة للمصرين بسبب ذكائه وحسن تدبيره لأعمال الغلال خلال فترة الجفاف الطويلة. هنا، تُظهر القصة أهمية التحول السلبي للأحداث إلى فرص لتحقيق الخير والفائدة.
وعندما جاء وقت الاختبار الأكبر، عندما اكتشف أنه ابن عمه العزيز الذي كان قد اعتقد أنه فقدوه منذ زمن طويل، فإن رد فعله لم يكن غريزا للنفس أو البحث عن مكانته القديمة، ولكنه اختيار الحب والتسامح والعفو. وهذا يدل على العظمة الروحية التي تنبع من القلب الأمين تجاه الآخرين.
أخيراً وليس آخراً، عند مواجهة أبويه مرة أخرى بعد سنوات طويلة، لم يستخدم سلطانه أو ثروته لإظهار نفسه لهم بل استخدمها لجمعهم جميعا لعيش الحياة بشكل مقبول ومريح. هذا يوحي بكيفية تعظيم العلاقة الأسرية ورعاية الوالدين حتى وإن كانت هناك خلافات سابقة.
وبهذه الدروس المستمدة من شخصية النبي يوسف عليه السلام، نحصل على توجهات عملية لتبني الأخلاق النبيلة والسلوكيات الإنسانية السامية في حياتنا الخاصة وعلاقاتنا الاجتماعية المختلفة.