هذه الرحلة التاريخية الإنسانية تتجذر في بداية وجودنا حسب التقليد الديني والإبستمولوجي، والذي يبدأ مع خلق الله سبحانه وتعالى لأول إنسان، وهو سيدنا آدم -عليه السلام-. وفقا لهذه الروايات، كان آدم أول بشري خُلق على الأرض من طين ثم تنفّس فيه روح الحياة من قبل الرب العظيم. هذه اللحظة الوجودية تعتبر نقطة البداية لكل ما جاء بعدها من أحداث وتطورات بشرية هائلة.
بعد نزوله إلى الأرض، تزوج حواء، أول امرأة خلقت خصيصاً له، وأنجبا أبناء وبنات أسسوا فيما بعد الشعوب المختلفة التي تعيش اليوم. يُعتقد أيضاً أنهما قد نشرا المعرفة والحكمة بين بني البشر الأوائل الذين كانوا يعيشون حياة بسيطة قائمة بشكل أساسي على الصيد وجمع الثمار.
تتبع تلك الفترة فترة طويلة عرفت بالعصور القديمة، والتي شهدت تطورات هامة مثل اكتشاف النار واستخدام الأدوات الحجرية المتقدمة، مما مهد الطريق لأشكال مبكرة من الفن والزراعة. أدى ذلك لاحقاً إلى ظهور المجتمعات الأولى المنظمة والمستقرة.
في الشرق الأوسط القديم تحديداً، ظهرت حضارات عريقة مثل سومر وبلاد ما بين النهرين والبابلية والأشورية وغيرها الكثير. كانت كل منها قد ساهمت بطرق مختلفة في تشكيل المسار الثقافي والعلمي للإنسانية جمعاء.
ومع مرور الوقت، انتشر الناس حول العالم، مستوطنين مناطق جديدة ونقل الحضارات والثقافات المحلية معهم. طور بعض هؤلاء المستوطنين تقنيات مبتكرة مثل عجلة الصناعة والتواصل باستخدام الأحرف المكتوبة، وهي خطوة مهمة نحو تقدم أكثر دقة ومعرفة واسعة النطاق.
وفي مراحل متأخرة نسبياً مقارنة بحياة الأرض الطويلة جداً، وصلنا إلى عصر النهضة الأوروبية الذي بدأ نهاية القرن الرابع عشر الميلادي تقريباً. شهد هذا العصر نهضة فكرية وعلمية غير مسبوقة أدت لتطور كبير في مجالات الفلسفة الرياضيات والفلك وغيرها العديد.
إلى جانب ذلك، لم يكن العالم العربي غائباً عن المشهد الأكاديمي حينذاك؛ إذ برز فيها علماء بارزون قاموا بتحويل أعمال اليونانيين القديمة للعربية وحافظوها للأجيال التالية حتى يومنا الحالي بفضل جهود الترجمة المكثفة تحت راية الخلافة الإسلامية آنذاك. مثال على ذلك هو ترجمة كتاب "الأصول" لابن رشد الذي ساعد كثيرا في نشر أفكار أفلاطون وأرسطو خلال القرون الوسطى داخل أوروبا الغربية.
ومنذ ذلك الحين، استمر التقدم العلمي والإنساني باحثاً عن آفاق جديدة للتعليم والسلوك الإنساني الحر والقوانين الاجتماعية العادلة والمعارف الجديدة باستمرار بما يلبي احتياجات مجتمعات اليوم ولكنه بنفس القدر يحترم جذور الماضي القائمة على القيم الأخلاقية والدينية الراسخة لدينا جميعا كأنواع بشرية واحدة مصدرها واحد مدعاة للفخر والاعتزاز الجميل بكل مانحن عليه الآن بسبب تفردنا بهاتين الخاصيتين عند المقارنة بالعديد الآخر المنتشرين على سطح الكوكب الواحد موطن الجميع بلا فرق ويجب عدم ان ننسي الفرحة الجميلة لنعمته تعالى لنا نحن بني ادم وهامونا بواسطة ابونا الاول .