بحث شامل حول الدولة الأموية: نشوئها، ذروتها وانحدارها

التعليقات · 1 مشاهدات

بدأت رحلة الدولة الأموية عندما تسلم الصحابي الجليل "معاوية بن أبي سفيان" زمام السلطة في منطقة الشام، مستنداً لدعم قبيلته العدنانية وبراعته السياسية وا

بدأت رحلة الدولة الأموية عندما تسلم الصحابي الجليل "معاوية بن أبي سفيان" زمام السلطة في منطقة الشام، مستنداً لدعم قبيلته العدنانية وبراعته السياسية والدبلوماسية. جاء هذا الحدث التاريخي المهم بداية القرن الأول الهجري - تحديداً في السنة الثامنة عشرة من الهجرة النبوية - لتكون بذلك أول فترة تولي مطلقة خارج دائرة الخلفاء الراشدين. واتسمت هذه الفترة الأولى بحكمة ومعاوية وحسن تدبير شؤون الإمبراطورية المتنامية، والتي امتدت رقعة نفوذها من حدود الصين شرقيًّا حتى جنوب غرب أوروبا غربيًّا.

وقد أسَّس معاوية نظام توريث جديد للحكم ضمن آل أمية؛ فقد بايع الناس ابنَه زيدًا ملكًا مؤقتًا قبل وفاته بخمسة أعوام تقريبًا في العام الخامس والخمسين للهجرة. وفي ظل حكم ابن معاوية, يزيد, تزوجت المملكة الإسلامية بإرث ثقافي متنوع عبر الفتوحات والإندماج السكاني الواسع مما دفع العديد من الباحثين لفترة عميد ولادتهم بفترة "الهجرة الثانية". إلا إن وفاة الأمير الشاب المفاجئة أنهت هذه الفرحة المبكرة تاركة مكانها لمرحلة جديدة مليئة بالتحديات.

وفي عصر عبد الملك بن مروان – وهو ثالث حكام البيت الأموي والذي عرف باسم "مقوِّم الدولة"- ظهرت بوادر قوة كبيرة بالإمارة عقب إعادة تنظيم الجهاز الإداري ومراجعة بعض القرارات الاقتصادية والدينية الرئيسية. ولا يمكن تجاهُل دور قائد الجيش المخيف بالحجاج بن يوسف الثقفي هنا أيضًا فهو رمز لقوة البيضة الاموية وشخصيته المجسدة لشدة وصلابة النظام السياسي آنذاك.

على الجانب الآخر، شهدت نهاية القرن الأول والثاني الميلادي سقوط الطفرة العمرانية والنماء الثقافي المستدام تحت مظلة بيت أمية لأسباب متعددة تتعلق بشؤون داخلية وخارجية كالنزاعات الداخلية والصراعات الحدودية ضد الإمبراطوريات الأخرى بالإضافة لاستخدام سياسة الترهيب والتخويف بشكل مكثف بين ابناء الشعب المغدور بغرض تثبيت الحكم العنصري الخاص بهم فقط .

وبذلك وقع النهائي المؤسف لغالبية مشاريع التغيير الاجتماعي والفكري والفني المثمرة أثناء الاسرة المالية الأولى لانقلاب عباسي مدبر بدقة وكفاءه عالية أدى لمقتل آخر فراعنة الخلافة العربية القديمة وهكذا اختفى للعالم العربي الكبير ظاهرة استمرار القدرة السياسيه والعسكرية لعائلة واحدة لأكثر من قرن كامل!

التعليقات