- صاحب المنشور: الكتاني الديب
ملخص النقاش:في عصرنا الرقمي الحالي، أصبح استخدام الشباب العربي لوسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية. هذه المنصات تقدم مجموعة غنية من الفوائد مثل التفاعل مع الآخرين وتبادل الأفكار والمعلومات حول العالم. ولكن، هل لهذه الثورة الإعلامية جانباً سلبي؟ الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة محتملة بين الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والأثر السلبي المحتمل على الصحة النفسية والعقلية لدى فئة الشباب.
تواجه جيلاً كاملاً من العرب تحديات فريدة بسبب الطابع المشترك للمعلومات والتواصل عبر الإنترنت. يجد العديد منهم أنفسهم عرضة للضغط النفسي الناجم عن المقارنة الدائمة بين نمط الحياة الذي يعيشونه وما يرونه على صفحات الفيسبوك، تويتر وإنستغرام وغيرها من الشبكات الاجتماعية. هذا "التوقيت الزائف"، كما وصفه البعض، يمكن أن يؤدي إلى مشاعر القلق والكآبة والإعياء العقلي.
كيف يحدث ذلك؟
- المقارنة المستمرة: تجعل شبكات التواصل الاجتماعي يبدو وكأن الجميع يقضي وقتًا ممتازًا باستثناءك. وهذا الشعور بالمقارنة المتكررة قد يشعر الشخص بأنه غير كافٍ أو ناقص مقارنة بالآخرين الذين ينشرون صور لحظات سعادتهم فقط.
- الإفراط في الاستخدام والمراقبة الذاتية: عندما تصبح مواقع التواصل الاجتماعي مركز حياتك، فقد تشعر بالإجهاد لتحديث وضعك باستمرار ومشاركة كل تفاصيل يومك. هذا الضغط الذاتي يمكن أن يساهم في زيادة مستويات التوتر ويؤثر سلبيا على رضائك عن نفسك.
الأثار الجانبية المحتملة على الصحة العقلية:
- زيادة خطر الاكتئاب
- ظهور حالات اضطراب القلق العام
- تقليل جودة النوم بسبب التعرض للأشعة الزرقاء قبل النوم والتي تؤثر على ساعتك البيولوجيه الداخلية
- تأثير سلبي على احترام الذات والثقة بالنفس نتيجة للتحكم المجتمعي الظاهري الواضح من خلال الاعجابات والتعليقات
رغم هذه الأخطار، فإن الأمر ليس يعني رفض الاستفادة الكاملة مما تقدمه وسائل التواصل الاجتماعي تماما؛ بل يتعلق بالحفاظ على توازن صحي واستخدام هادف لها. إن إدراك الآثار بعناية وتعليم الأطفال والشباب كيفية إدارة الوقت بشكل أفضل والاستخدام المحسوب لمثل تلك المنصات يمكن أن يلعب دوراً حاسماً في منع آثارها الضارة وضمان تجربة صحية أكثر.