الدين، في المنظور اللغوي، يأتي من الفعل "دان"، بمعنى الاعتقاد والالتزام بفكرة أو عقيدة معينة والسير وفقها. أما اصطلاحياً، خاصة ضمن السياق الإسلامي، يشير إلى مجموعة كاملة من المعتقدات والقوانين والممارسات التي يعتنقها الناس ويطيعونها ابتغاء رضا الله. هذا التعريف ينسجم بشكل خاص مع جوهر الإسلام، والذي يعرف بأنه استسلام كامل وتسليم لله الواحد الأحد، عبر العمل والتعبير عنه بالأفعال والكلمات والمعتقدات، وذلك وفقاً للتعاليم الواردة في شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تشمل العقائد والأحكام والتشريعات والأخلاقيات وغيرها من جوانب الحياة.
وفي سياق تاريخي أوسع، هناك عدة ديانات سماوية تم ذكرها في القرآن الكريم، منها الإسلام، اليهودية، والنصرانية. فالاسلام يُعتبر الرسالة الأخيرة التي انزلها الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة. إنها دعوة شاملة تجمع بين تعاليم كل الأنبياء السابقين وتقدم حلولاً لكافة تحديات البشرية عبر الزمان والمكان. تُركّز هذه العقيدة على عبادة الله وحده، والإيمان به، والعيش بحسب الأخلاق الحميدة لتحقيق السعادة الروحية والدنيوية.
أما اليهودية فتعد أول ديانة سماوية نزلت على سيدنا موسى عليه السلام لبني إسرائيل - وهم أحفاد سيدنا إبراهيم عليهم السلام المعروفين بالعبرانيين -. تقوم فلسفتها الأساسية على الكتاب المقدس لديهم وهو التوراة الذي قسم لقسمين رئيسيين هما العهد القديم والعهد الجديد ويتضمن الكثير من النصوص والكتب.
النصرانية هي الديانة الثالثة التي ذكرها القرآن الكريم والتي تعتبر امتداداً لرسالة موسى عليه السلام مصححة ومكمّلة لتعاليمه الموجودة في التوراة. تنادي هذه العقيدة بالحقيقة والتسامح والخلق الحسن ونشر رسالة الوحدة والإيمان بالنبي الآتي أحمد صلى الله عليه وسلم كما ورد ذكره في كتبهم المقدسة مثل الإنجيل.
وبالتالي يمكن القول إن فهم الدين ليس مجرد معتقدات فحسب بل نظام حياة شامل يؤثرعلى تفكير الشخص وعلاقاته وسلوكاته اليومية.
