تفسير آية لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى

التعليقات · 2 مشاهدات

نزلت هذه الآية الكريمة في النجاشي وأصحابه، حيثُ أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم مهاجرين إلى النجاشي ملك الحبشة خوفًا من المشركين في مكة. وعندما وصل الم

نزلت هذه الآية الكريمة في النجاشي وأصحابه، حيثُ أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم مهاجرين إلى النجاشي ملك الحبشة خوفًا من المشركين في مكة. وعندما وصل المهاجرون، أمر النجاشي بجمع الرهبان والقسيسين، وأمر جعفر بن أبي طالب أن يقرأ عليهم من القرآن. فقرأ عليهم من سورة مريم، وكلما قرأ آية فاضت عيونهم بالدمع.

تخبرنا الآية أن عداوة المشركين واليهود للمؤمنين عداوة شديدة، وهي أشد من عداوة النصارى للمسلمين. وذلك لأن نفوس اليهود تمتلئ بالبغض والحسد والحقد، بينما تمتلئ أخلاق النصارى بالمودة والرحمة اتجاه المؤمنين. السبب في ذلك هو أن دين النصارى خالٍ من العداوة والبغضاء اتجاه المؤمنين بملة إبراهيم والذين يؤمنون بالكتب السماوية. كما أن في النصارى قسيسين ورهباناً، مما يجعلهم أقرب مودة للمؤمنين.

العداوة هي البغضاء التي يظهر أثرها في القول والعمل، والمودة هي المحبة التي يظهر أثرها في القول والعمل. تأكيدان في كلمة "لتجدن" في بداية الآية: اللام التي تفيد التأكيد والتي جاءت في القسم أول الكلمة، ونون التوكيد في نهاية الكلمة. الخطاب في الآية له وجهان: الأول أنَّه خطاب موجه للرسول صلى الله عليه وسلم، والثاني خطاب عام لكل شعب ولكل جيل وزمان.

التعليقات