بدأ الإسلام ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، حيث نزل عليه الوحي من الله تعالى بواسطة جبريل عليه السلام في شهر رمضان من العام الأربعين من عمره، أي حوالي عام 608 أو 609 ميلادي. هذا الحدث يمثل بداية التاريخ الهجري، الذي يبدأ من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة في العام 13 هجريًا (622 ميلادي).

وفقًا لرواية سلمان الفارسي رضي الله عنه، أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الفترة الزمنية بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم والنبي عيسى عليه السلام تقدر بحوالي ستمائة عام. هذا التقدير يتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم في سورة آل عمران، الآية 45: "وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ".

يعد تاريخ ظهور الإسلام نقطة تحول هامة في تاريخ البشرية، حيث حمل رسالة سامية من الله تعالى إلى الناس كافة. هذه الرسالة التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي الإسلام، دين التوحيد الخالص والعدل والرحمة. وقد أسس النبي صلى الله عليه وسلم دولة إسلامية في المدينة المنورة، والتي أصبحت نموذجًا يحتذى به في العدل والمساواة والتعايش السلمي بين مختلف الأديان والثقافات.

ومنذ ذلك الحين، انتشر الإسلام في أنحاء العالم، ليصبح ثاني أكبر ديانة في العالم بعد المسيحية. وقد ترك الإسلام بصماته على مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك الفكر والفلسفة والفنون والعلوم.

وفي الختام، فإن تاريخ ظهور الإسلام هو قصة عظيمة عن رحلة الوحي والنبوة والدولة الإسلامية، والتي لا تزال تلهم ملايين المسلمين حول العالم حتى يومنا هذا.