أهمية الشباب في الإسلام: العماد الحقيقي للأمم

في الإسلام، يتمتع الشباب بمكانة سامية، فهم عماد الأمة ورأس الحربة في بناء حضاراتها ونقل دعائم دينها. وقد جاء القرآن الكريم والسنة النبوية موافقين على

في الإسلام، يتمتع الشباب بمكانة سامية، فهم عماد الأمة ورأس الحربة في بناء حضاراتها ونقل دعائم دينها. وقد جاء القرآن الكريم والسنة النبوية موافقين على هذا الاعتقاد، مؤكدين على دور الشباب المحوري في خدمة الدين والإنسانية.

يبقى شباب الصحابة خير مثال على هذه المكانة الغالية. لقد لعب هؤلاء الشباب دوراً بارزاً في نشر الإسلام وتوسيع رقعة الدولة الفتية آنذاك. إن الثقة الكبيرة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم بهم جعلتهم ينطلقون لتحقيق إنجازات عظيمة رغم صغر سنِّهم. فمثلاً, كلف النبي المصطفى مصعب بن عمير بالسفر إلى المدينة المنورة كسفير لإلقاء الضوء على تعاليم الإسلام، بينما قاد أسامة بن زيد جيوش المسلمين في حملتهم ضد الرومان وعمره لم يتجاوز الثامنة عشرة عامًا فقط! حتى أنه قبل ذلك, شهد زيد بن ثابت وغريموه أبو العاص الثقفي وبراء بن مالك غزوة بدر وقت كان عمرهم حوالي أربعة عشر عاما.

الأمر الذي يؤكد مكانة الشباب أيضًا هو حديث الرسول الأعظم "ما من رجل يدعو ابنه إلى الطعام ثلاث مرات ثم لم يأته فأهلك البركة من الطعام". وهذا الحديث يعتبر تأكيداً واضحاً على قدرة الأطفال والشباب على تحويل البيوت والمجتمعات إلى بيئات خصبة تنمو فيها الخير والبركات. بالإضافة لذلك, هناك العديد من الأحاديث النبوية الأخرى والتي تبرز دور الشباب مثل قوله "اغتنم خمس قبل خمس: شبابك قبل هرمك"، والتي توضح مدى أهمية الاستفادة القصوى مما تقدمه فترة الشباب المبكرة من فرص للنمو والتطور الشخصي والعلمي والديني.

وبالتالي, ليس مجرد قوة بدنية ولياقة ذهنية هما ما يمييزان فترة الشباب بل هي أيضا القدرة الهائلة للحافزية والنشاط والاندفاع نحو تحقيق الأحلام والأهداف الوطنية والدينية. وهكذا أصبح للشباب تأثير مباشر وغير مباشر كبير جداً داخل المجتمع المسلم وخارجه كذلك وذلك عبر كونهم القاعدة الجماهيرية الواسعة المستقبلية لكل أمة سواء كانت علمياً أم دينيًا أم اقتصاديًا....الخ . وعلى الرغم من تعريف بعض المفكرين لفترة الشباب بأنها تمتد لأكثر من عقد واحد ابتداءاً من نهاية مرحلة البلوغ وحتى بلوغ الثلاثينات الأربعينات حسب البعض الآخر ، الا ان معظم الآيات القرآنيه تخبرنا بان الإنسان يصل ذروته الجسميه والمعنويه عندما يقترب أكثر من اربعين عاماً وهو السن الذي اختاره الرب عز وجل لنبيه سيدنا موسى ولغيره من الانبياء عليهم السلام جميعا كي ينهضاهم برسائل سماويه الى البشرية جمعاء . لذا يمكن اعتبار تلك الحقائق الدينية والثقافية خصائص تميز مجتمعنا الاسلامي وتمثل منهج حياة متكامل يعطي الاولويه دائماً لدور وفوائد اي مرحله عمرانيه لشخص او افراد وهي بذلك تضاهئ افضل نظريات التربية الحديثة والمتقدمة تكنولوجياً حول العالم المعاصر .


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات