لماذا لقبت أسماء بذات النطاقين؟

التعليقات · 0 مشاهدات

لقبت أسماء بنت أبي بكر الصديق بـ "ذات النطاقين" بسبب قصة ملهمة حدثت أثناء هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة. عندما أراد النبي اله

لقبت أسماء بنت أبي بكر الصديق بـ "ذات النطاقين" بسبب قصة ملهمة حدثت أثناء هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة. عندما أراد النبي الهجرة، صنعت أسماء سفرة للنبي في بيت أبي بكر، وطلب منها أبو بكر رضي الله عنه معلاقاً للسفرة وعصاماً لقربة النبي. لم تجد أسماء سوى نطاقها، فشقت نطاقها إلى نصفين، وجعلت أحدهما للسفرة والآخر للقربة. هذا الفعل البسيط ولكن ذو المعنى العميق هو ما جعلها تُلقب بـ "ذات النطاقين".

هذه التسمية لم تكن مجرد لقب، بل كانت شهادة على كرم أسماء وشجاعتها. فقد روي أن أهل الشام كانوا يعيرون ابنها عبد الله بن الزبير بهذا اللقب، لكن أسماء رفضت أن يكون ذلك مصدر عار، بل كانت فخورة بما فعلته من أجل النبي صلى الله عليه وسلم.

أسماء بنت أبي بكر الصديق كانت شخصية بارزة في التاريخ الإسلامي. كانت من أوائل الذين دخلوا في الإسلام بمكة، وتزوجت الزبير بن العوام، أحد العشرة المبشرين بالجنة. كانت معروفة بصبرها وصدقها وشكرها، وقد ولدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة.

بعد الهجرة، لعبت أسماء دوراً هاماً في دعم النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه أثناء وجودهما في غار ثور. كما أنها كانت مثالاً للكرم والعطاء، حيث كانت تقول لبناتها: "أنفقن وتصدقن، ولا تنتظرن الفضل، فإنكن إن انتظرتن الفضل، لم تفضلن شيئاً".

توفيت أسماء بنت أبي بكر الصديق في جمادى الأولى من السنة 73 هـ (692 م)، بعد مقتل ابنها عبد الله بن الزبير بثلاثة أشهر. وعلى الرغم من أنها عاشت حتى المائة من عمرها، إلا أنها احتفظت بحضور ذهنها حتى آخر أيامها.

التعليقات