كان الصحابي الجليل معاذ بن جبل أحد العلماء البارزين في عصر النبوة، وقد عُرف بحكمته وإخلاصه وتقواه. كان النبي صلى الله عليه وسلم يقدر علمه وحكمته بدرجة كبيرة، حتى أنه قال عنه "إنَّ هذا ليعلم الناس العلم". فيما يلي بعض الوصايا والمواعظ التي نقلها لنا التاريخ عن معاذ بن جبل:

1. الإيمان الحق: يقول معاذ بن جبل: "الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى"، مما يشير إلى أهمية نيّة الشخص في كل عمل يقوم به وأن العمل بدون نيّة صادقة هو عمل بلا قيمة روحية.

1. الصدق والأمانة: يُعتبر الصدق والأمانة أساس الحياة الصحيحة لدى المسلمين. يقول معاذ بن جبل: "إذا ضاعت الأمانة فانتظر الساعة". هذه المقولة تؤكد على هشاشة المجتمع عندما ينعدم فيها الثقة والأمانة.

1. العلم والدعوة: كانت دعوة الناس إلى الإسلام مهمتها الرئيسية بالنسبة للمؤمنين كما ذكر القرآن الكريم. وكان معاذ بن جبل مثالاً بارزاً للدعوة الإسلامية بكل تواضع وجد واجتهاد، فقد قال: "لا يزال الرجل عالماً مادام يستفيد ويستفيد منه آخرون."

1. التواضع والكرم: رغم مكانته العالية بين الصحابة، لم يكن معاذ بن جبل متكبراً أبداً بل كان يسعى دائماً للتواضع والعطاء. تقول إحدى الروايات إنه ذهب ذات مرة لتقديم صدقة وهو يحمل ثوبين فقط لأنّه باع جميع ملابسه الأخرى لمساعدة الفقراء والمحتاجين.

1. الصبر والصلاة: بالإضافة إلى كونه عالم دين وفقيه، عرف عن معاذ بن جبل اجتهاده في أداء الفرائض الدينية خاصة الصلاة. فهو يقول: "صلوا كما رأيتموني أصلي..." تشجيعاً لأتباعه بالاقتداء بسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

هذه مجرد نماذج قليلة لما يمكن وصفه بكثير من الحكم والمعتقدات الصادرة من قلب واحد من أعظم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم -معاذ بن جبل-. إنها تعكس عمق فهمه للإسلام والتزاماته الشخصية التي جعلت منه قدوة حقيقية لكل مسلم صادق المؤمنة اليوم.