يخبرنا القرآن الكريم عن قصة قوم صالح، الذين عصوا رسلهم وكذبوا بآيات الله، فكان عذابهم نتيجة لعنادهم وطغيانهم. عندما أرسل الله صالحًا إلى قومه، دعاهم إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام التي كانوا يعبدونها. لكن قوم صالح رفضوا دعوته، واستكبروا عن اتباع الحق، وقالوا: "أتأمرنا أن نتخلى عما كان يعبد آباؤنا؟" (الأعراف: 73).
استمر صالح في دعوته، محذرًا قومه من عذاب الله إن لم يتوبوا ويستغفروه. لكنهم استمروا في عنادهم، حتى أنهم نحروا الناقة التي أرسلها الله لهم كآية على صدق رسالته. فقال لهم صالح: "استمتعوا بالحياة في أرضكم مدة ثلاثة أيام من عَقْرِكم إياها، ثم يأتيكم عذاب الله" (الأعراف: 75).
ولما جاء أمر الله بإهلاكهم، نجا صالح والذين آمنوا معه برحمة من الله، بينما أخذت صيحة مهلكة قوم صالح الظالمين، فأصبحوا ساقطين على وجوههم، كأن لم يقيموا في بلادهم في نعمة ورغد عيش. يقول الله تعالى: "فأخذ صوت شديد مهلك ثمود فماتوا من شدته، وأصبحوا ساقطين على وجوههم، قد لصقت وجوههم بالتراب" (الأعراف: 77).
هذه القصة تحذرنا من عواقب العناد والكفر بالله، وتذكرنا بأن الله قادر على إهلاك الظالمين وعقابهم على أعمالهم السيئة. كما أنها تذكرنا بأهمية الاستجابة لدعوة الرسل واتباع الحق الذي جاءوا به.