سبب نزول سورة المسد: قصة أبو لهب ورسالة الإنذار

التعليقات · 0 مشاهدات

سورة المسد، التي تُعرف أيضًا بسورة "تبت" أو "أبو لهب"، هي واحدة من أوائل السور التي نزلت بمكة المكرمة. وقد ورد في كتب التفسير والحديث سبب نزول هذه الس

سورة المسد، التي تُعرف أيضًا بسورة "تبت" أو "أبو لهب"، هي واحدة من أوائل السور التي نزلت بمكة المكرمة. وقد ورد في كتب التفسير والحديث سبب نزول هذه السورة العظيمة.

وفقًا للإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله، روى البخاري عن ابن عباس ﵄ أن النبي ﷺ خرج إلى البطحاء، وهو مكان خارج مكة، وصعد الجبل فنادى: "يا صباحاه!"، وهي كلمة تنادي بها العرب للإنذار من عدو قادم. اجتمعت قريش إليه، فقال لهم النبي ﷺ: "أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أكنتم تصدقوني؟" فأجابوا بالإيجاب. ثم قال لهم: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد."

عندها، قال أبو لهب، عم النبي ﷺ، وهو عبد العزى بن عبد المطلب: "ألهذا جمعتنا؟! تباً لك." فأنزل الله تعالى سورة المسد، حيث يقول فيها: "تبت يدا أبي لهب وتب".

هذه السورة تحمل رسالة قوية من الله تعالى إلى أبي لهب، حيث يخبره بأن يديه ستخسران كل ما جمعتهما من مال وكنز. كما تشير السورة إلى زوجته أروى بنت حرب، التي كانت تحمل الحطب في جيبها حبلًا من مسد (نوع من النبات)، مما يدل على شدة عذابها في الآخرة.

هذه القصة تعكس قوة رسالة الإسلام وخطورة الإنذار الذي جاء به النبي ﷺ. إنها تذكرنا بأن الله تعالى لا يقبل الشرك ولا الكفر، وأن العاقبة ستكون وخيمة لمن يعاند الحق.

هذه السورة القصيرة تحمل دروسًا عميقة للأطفال، حيث تعلمهم أهمية الإيمان والالتزام بالحق، وتنذرهم بعواقب الكفر والمعاندة.

التعليقات