تعد سورة يس من السور المكية التي تعرضت لموضوعات متعددة، منها إثبات البعث، والتعرض للقرآن الكريم والنبي ﷺ، ومناقشة الكفار في بعض عقائدهم وأفعالهم، بالإضافة إلى ذكر صور لمشاهد يوم القيامة. تبدأ السورة بقوله تعالى: "يس" والتي اختلف المفسرون في معناها، فقيل إنها اسم للنبىّ ﷺ، وقيل إنها من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم. ثم تأتي الآيات لتؤكد على رسالة النبي محمد ﷺ وتشريف القرآن الكريم، حيث يقول تعالى: "وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ".
تتطرق السورة إلى موضوعات مختلفة، منها حقيقة البعث والجزاء، حيث يقول تعالى: "إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ"، مما يدل على عقاب الكافرين في الآخرة. كما تتناول السورة موضوعات مثل التوحيد والبعث، والاستدلال بالمشاهد المحسوسة على ذلك، وتفنيد شبهة المشركين وقطع حججهم.
وتؤكد السورة على أن الرسالة التي جاء بها النبي محمد ﷺ هي للتنبيه والإنذار، حيث يقول تعالى: "لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ"، ولكن الكفار لا يؤمنون مهما جاءهم من إنذار. ومع ذلك، فإن السورة تبشر من اتبع الذكر وخاف الرحمن بالغيب بالمغفرة والأجر الكريم.
وفي نهاية السورة، تؤكد على قدرة الله على إحياء الموتى وكتابة أعمال العباد وآثارهم، حيث يقول تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ".
بهذا نرى أن سورة يس تناولت موضوعات متعددة تتعلق بالرسالة النبوية والبعث والجزاء، مع التركيز على رحمة الله وهداية النبي محمد ﷺ.