نزلت سورة الجمعة في المدينة المنورة، كما ورد في قول ابن عباس رضي الله عنهما، وأخرجه مسلم وأهل السنن. وقد جاءت هذه السورة لتؤكد على أهمية يوم الجمعة، وهو يوم مبارك عند المسلمين.
يوم الجمعة هو يوم خاص في الإسلام، حيث يعتبر سيد الأيام، كما ورد في الحديث الشريف عن أبي لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه: "إن يوم الجمعة سيد الأيام، وأعظمها عند الله". ويوم الجمعة له فضائل كثيرة، منها خلق آدم عليه السلام فيه، وأهبطه إلى الأرض، وتوفي فيه آدم، وفيه ساعة لا يسأل الله فيها العبد شيئًا إلا أعطاه إياه.
كما أن سورة الجمعة تتحدث عن بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى الأميين، أي العرب الذين كانوا أميين قبل بعثته. وقد بعثه الله ليعلمهم الكتاب والحكمة، ويطهرهم من الضلال والجهالة. ويشير القرآن الكريم إلى أن هذا البعثة هي بشرى من المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، حيث قال: "وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ".
وفي سورة الجمعة أيضًا، يذكر القرآن الكريم فضل الله الذي يؤتيه لمن يشاء من عباده، وهو فضل عظيم. كما يتحدث عن حال الذين حملوا التوراة ولم يحملوها حق حملها، ومثلهم مثل الحمار يحمل أسفارًا.
بهذا الشكل، نرى أن سورة الجمعة نزلت لتؤكد على أهمية يوم الجمعة، وتذكر فضائل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتبين فضل الله على عباده.