مفهوم الإحسان في القرآن الكريم: جوهر الدين الإسلامي

التعليقات · 2 مشاهدات

الإحسان، في الإسلام، ليس مجرد فعل حسن، بل هو جوهر الدين نفسه. يُعرّف الإحسان بأنه فعل ما هو حسن مع الإجادة في الصنع، وهو ما يتجاوز مجرد أداء الفرائض إ

الإحسان، في الإسلام، ليس مجرد فعل حسن، بل هو جوهر الدين نفسه. يُعرّف الإحسان بأنه فعل ما هو حسن مع الإجادة في الصنع، وهو ما يتجاوز مجرد أداء الفرائض إلى تحقيقها بأعلى درجات الكمال. في القرآن الكريم، وردت كلمة "إحسان" بجميع صيغها ما يقرب من مائة وخمس وتسعين مرة، مما يدل على أهميته البالغة في الإسلام.

يُعتبر الإحسان جزءًا أساسيًا من عقيدة المسلم، كما جاء في حديث جبريل المتفق عليه، حيث سأل جبريل النبي محمد ﷺ عن الإسلام والإيمان والإحسان. فأوضح النبي ﷺ أن الإحسان هو "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك". هذا الحديث يوضح أن الإحسان هو عبادة الله بحيث يشعر المسلم بأن الله يراه ويراقبه، حتى لو لم يكن يراه بصرًا.

في العبادات، يتجلى الإحسان في استكمال شروطها وأركانها، واستيفاء سننها وآدابها، مع الشعور القوي بأن الله يراقب. وفي المعاملات، يتجلى الإحسان في بر الوالدين، والإحسان إلى الأقارب واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانهم. كما يشمل الإحسان الإحسان إلى الخادم والزوجة، مع الالتزام بحقوقهما.

الإحسان يتنوع تبعًا لأحوال الآخرين، فهو برهم والرحمة بهم والعطف عليهم مع الأقوال والأفعال الطيبة. ويُشمل أيضًا الإحسان إلى الحيوان بإطعامه إذا جاع، ومداواته إذا مرض، والرفق به في العمل، وإراحته من التعب.

الإحسان هو أعلى مراتب الدين وأعظمها، وأهله هم المستكملون لها السابقون للخيرات، المقربون في علو الدرجات. وقد جاء الإحسان في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، مقرونا بالإسلام والإيمان والتقوى والجهاد والعمل الصالح مطلقا والإنفاق في سبيل الله.

في النهاية، الإحسان هو جوهر الدين الإسلامي، وهو ما يميز المسلم الحق عن غيره. فهو ليس مجرد أداء الفرائض، بل هو تحقيقها بأعلى درجات الكمال مع الشعور الدائم بأن الله يراقب ويراقب.

التعليقات