شروط صحة الصيام عند المالكية: دراسة متعمقة

التعليقات · 0 مشاهدات

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وهدانا للصيام، والصلاة والسلام على رسول الله، الذي أتم لنا الدين، وأوضح لنا شرائعه. أما بعد، فإن صحة الصيام عند المالكية

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وهدانا للصيام، والصلاة والسلام على رسول الله، الذي أتم لنا الدين، وأوضح لنا شرائعه. أما بعد، فإن صحة الصيام عند المالكية تتطلب مجموعة من الشروط التي يجب توافرها لقبول الصوم.

أولاً، النية: تعتبر النية شرطاً أساسياً لصحة الصيام، وهي القصد في القلب وعزم الفعل. يرى المالكية أن النية ركن من أركان الصيام، ولا يصح الصوم بدونها. وتكون النية من الليل، أي من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، لحديث ابن جريج وعبد الله بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم عن الزهري عن سالم عن أبيه عن حفصة عن النبي ﷺ قال: "من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له".

ثانياً، التبييت: وهو تبييت النية في الصوم الواجب، مثل صوم رمضان. يرى المالكية أن صيام رمضان وغيره من الواجبات يشترط فيه أن ينوي صيامه من الليل، لحديث حفصة ﵂ عن النبي ﷺ.

ثالثاً، التعيين: وهو تحديد نوع الصوم الذي يريد الشخص صيامه. يشترط التعيين في صوم الكفارات بأنواعها، مثل كفارة اليمين والتمتع والقران.

رابعاً، الإسلام: فلا يصح صوم الكافر الأصلي أو المرتد، لقول الله تعالى: (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزمر:65].

خامساً، العقل: فالقلم مرفوع عن المجنون، للحديث السابق: "رفع القلم عن ثلاثة: الصبي حتى يحتلم والنائم حتى يستيقظ والمجنون حتى يفيق".

سادساً، الطهارة من دم الحيض والنفاس: فالحائض والنفساء يحرم عليهما الصيام ويجب عليهما القضاء، لقول عائشة ﵂: "كنا نحيض على عهد رسول الله ﷺ فنؤمر بقضاء الصيام ولا نؤمر بقضاء الصلاة".

هذه الشروط ضرورية لصحة الصيام عند المالكية، ويجب مراعاتها لقبول الصوم. والله أعلم بالصواب.

التعليقات