نزلت آية "أرأيت من اتخذ إلهه هواه" في سورة الجاثية، الآية 23، وسورة الفرقان، الآية 43، لتوضيح حالة الكافر الذي يجعل هواه إلهاً له، ويترك عبادة الله وخالقه. وفقاً لتعليقات المفسرين، كانت هذه الآية نزلت بسبب ممارسات الجاهلية حيث كان بعض الناس يعبدون الحجارة والذهب والفضة، فإذا وجدوا شيئاً أحسن من الأول، كانوا يرمونه أو يكسرونه، وعبدوا الآخر.
يقول ابن عباس -رضي الله عنه- أن الرجل في الجاهلية كان يعبد الحجر الأبيض لفترة طويلة، فإذا وجد حجراً أحسن منه، كان يرمي الأول ويعبد الثاني. كما يوضح الحسن البصري أن الكافر لا يهوى شيئاً إلا اتبعه، أي أنه لا يؤمن بالله ولا يخافه، ولا يحرم ما حرم الله.
وتشير الآية إلى أن الله أضله على علم، وختم على سمعه وقلبه، وجعل على بصره غشاوة، فمن يهديه من بعد الله؟ إن هذه الآية تسلط الضوء على حالة الكافر الذي يجعل هواه إلهاً له، ويترك عبادة الله وخالقه، مما يؤدي إلى الضلال والبعد عن الهداية.
ومن الجدير بالذكر أن بعض المفسرين يرون أن هذه الآية قد نسخت بآية القتال، كما ذكر الكلبي. ومع ذلك، فإن الآية تبقى شاهدة على حالة الكافر الذي يجعل هواه إلهاً له، ويترك عبادة الله وخالقه.