شرح حديث 'إنما الأعمال بالخواتيم': تفسير ومعاني

التعليقات · 0 مشاهدات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: حديث "إنما الأعمال بالخواتيم" هو حديث نبوي شريف رواه البخاري عن سهل بن سعد الساعدي رض

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

حديث "إنما الأعمال بالخواتيم" هو حديث نبوي شريف رواه البخاري عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العبد ليعمل في ما يرى الناس عمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار. ويعمل في ما يرى الناس عمل أهل النار وهو من أهل الجنة، إنما الأعمال بخواتيمها". هذا الحديث يشير إلى أهمية خاتمة الإنسان في حياته، حيث أن الأعمال الصالحة لا تنفع صاحبها إلا إذا مات على الإسلام.

يشرح الحافظ ابن رجب الحنبلي في "جامع العلوم والحكم" هذا الحديث، موضحًا أن "في ما يبدو للناس" إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك، وأن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس. وقد يشتد خوف السلف من سوء الخواتيم، ومنهم من كان يقلق من ذكر السوابق.

ويوضح الإمام الباجي في شرح الموطأ أن آخر عمل الإنسان أحق به، وعليه يجازى، ويدل لذلك أن من انتقل من العمل السيئ إلى العمل الأحسن يعتبر تائبًا، ومن انتقل من الإيمان إلى الكفر يعتبر مرتدًا. ويمكن حمله كما قال ابن حجر على من يعمل العمل الصالح رياء ونفاقًا ثم يختم له بالشر.

ويؤكد حديث أحمد في المسند: "لا عليكم أن لا تعجبوا بعمل أحد حتى تنظروا بم يختم له"، حيث أن العامل يعمل زماناً من عمره أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات عليه دخل الجنة، ثم يتحول فيعمل عملاً سيئًا. وإن العبد ليعمل البرهة من دهره بعمل سيئ لو مات عليه دخل النار، ثم يتحول فيعمل عملاً صالحاً.

وفي النهاية، فإن حسن الخاتمة هو ما يرجوه المسلم، وهو ما يدل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله قبل موته"، حيث يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه.

والله أعلم.

التعليقات