في بُعدٍ غامضٍ من الزمن، حيث انبثقت براعم الحكمة بين رمال الصحراء القاحلة، بدأت قصة رجل اختار الله له طريقاً مميزاً. هذا الرجل هو الشيخ إبراهيم الخليل، صاحب الوفاء العظيم لله سبحانه وتعالى، والذي رزقه الرب بمولود اسمه إسماعيل. كانت هذه الولادة حدثا فريدا، فإسماعيل لم يكن مجرد طفل عادي؛ بل كان رسالة وفكرة سماوية.
كانت زوجة النبي إبراهيم الأولى هي سارة التي كانت عجوزًة ولا تستطيع الإنجاب حينذاك. لذلك زوجها الله امرأة شابة تُدعى هاجر مساعدة لها وللأطفال الذين سيباركهما بهم مستقبلاً. جاءت اللحظة المنتظرة عندما حملت هاجر بإبن الشيخِ إبراهيم وتسمّوه "اسمعيل". ولكن القدر رسم خطوات مختلفة لهذه الرحلة المباركة.
بعد فترة قصيرة من مولده، أمر الله تعالى سيدنا إبراهيم بأن يغادر مع زوجته الثانية هاجر وابنه إسماعيل إلى أرض جدباء تعرف الآن باسم مكة المكرمة لإقامة بيت للعبادة هناك - بيت الله الحرام كما نعرفه اليوم. ترك الزوجان ابنيهما الوحيدين وسط صحراء قاسية وجافة تمامًا بدون أي مصدر للغذاء أو الشراب، إلا برضا رب العالمين ومعيته الدائمة لهم. قد يبدو الأمر غير منطقي لأعين البشر ولكن إيمانهما وصلابههما عرف حدودهما حينئذ.
استمدت الأم الجريئة قوة من روحانية الدعوة الإلهية وشجعت رضيعها النائم قائلة: "لا تخافوا يا ابني، إن الله لن يضيع حقكم وسيرزقكما ما يكفي." وفي ظروف حرجة كهذه خرج صدق الحب والأبوّة والحنان بشكل واضح ليس فقط فيما بين الأهل وإنما أيضا كرسالة سامية للعالم جميعا حول حكمة وصمود المؤمن الحق بوجه المصاعب والنوائب.
مرت أيام وليالي طويلة حتى نفدت مخزونات الماء الأخيرة لدى تلك العائلة الصغيرة المحاصرة بالصحراء المترامية الأطراف. هنا أثبت الجانب الإنساني لحادثة نبي الله اسماعيل نفسه مجددًا عبر توسلات والدتها المستمرة لله طلبا للمعونة والمواساة. أخيرا استجاب خالق الأكوان ودلهم على مكان عميق يحتوي مياه بنبع عين تسمى زمزم تعني "مستقر" او"مكان راحة وموئل"، والتي تعد واحدة من أشهر الآيات الدينية المعروفة والمعروفة منذ القدم لتكون دليلاً على قدرة المولي عزوجل وحسن تدبيره لكل صغيرة وكبيرة تمر بحياة عباده المؤمنين المرضيين بما قسم لهم جل وعلى وعظم سلطانه وعلو قدرته ورؤوف بنا مهما بلغ مقدار البلاء والابتلاءات المقترفة ضد ارادتنا الحره وغير المنضمة لرغبات الشر واجباره عليها . وهكذا نشر النور بعد الظلام, وانتشرت الحياة امام اعينهما الواصفه للحزن والعجز والسآمة الغالبه عليهم سابق ذالك الوقت القصير!
وبمرور الزمن نما الطفل واستقام جسمه وجاء يوم استدعائه لوالده مرة أخرى حسب الوحي الإلهي وبذلك امتنعت الآهات وانسحب شبح المخاوف والاستبعاد وانفض ادعاؤها نهائيّا مُستبدلا بإشعاعات الطهر والقرب الي الله متسلحه بالإخلاص الروحانى والعاطفه الانسانيه تجاه الطاعة والتدين المستند أساساً علي رضا الرب ومعرفته بأنه هدفنا النهائي وينبوع سعادتنا الأخرويه الدائمه في جناته الواسعه الرقراقة بعيداعن كل سوء وغدر الدنيا وزخارفها الزائفة الموضوعه أمام أبصار الناس مقابل خلق يقيني وصافي يرضي الملك القدوس الأعظم محيي الموتى وهو علي كل شي شهيد وخالق الأرض والسماء في ست ايام فعليا قبل نشوء الكون وما فيه من آيات مقننة تشهد لعظمة خلقه وجماله