تفسير آية يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله: دراسة شاملة لأوجه التأويل والإشارات التربوية

التعليقات · 2 مشاهدات

تناولت الآية الكريمة "يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله" جوانب متعددة من طبيعة النفس البشرية وسلوكياتها تجاه الذات الإلهية مقارنة بالآخرين. استنادً

تناولت الآية الكريمة "يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله" جوانب متعددة من طبيعة النفس البشرية وسلوكياتها تجاه الذات الإلهية مقارنة بالآخرين. استنادًا إلى مختلف التفاسير، يمكن تقسيم هذا السياق إلى عدة نقاط رئيسية:

  1. الهروب خلف حجاب الظلام: كما جاء في بعض التفاسير، يقصد هنا أولئك الذين يستترون ويتسترون على المعاصي والأعمال الضارة أمام المجتمع بينما لا يشعرون بأن الله سبحانه وتعالى مطلعٌ عليهم ومحصٍ لكل صغيرة وكبيرة. هذا النوع من الهروب قد يبدو كأن الإنسان يسعى لإيجاد ملاذ آمن مؤقت لكنه يغفل عن الوقوف بين يدي الرب جل جلاله والحساب النهائي.
  1. الخوف غير المشروع: في حين يمكن اعتبار الخوف الطبيعي من عقاب القانون الإنساني أمرًا محمودًا، فإن الخوف الزائد والمفرط الذي يُشعر الشخص بالرعب الدائم مما يقوله الآخرون عنه ويقولونه فيه ليس سوى دليل على ضعف الشخصية وضعف الثقة بالنفس. أما الخوف الحقيقي فهو أمام الله وحده، لأن حكمه عدل وتطبيق عدله ناجز حتماً.
  1. العلاقة المتقلصة مع الدين: هذه الآية تستعرض أيضًا ظاهرة الانشغال بالعلاقات الاجتماعية الخارجية وانعدام التواصل الروحي الداخلي. البعض ربما يهتم كثيرًا بتكوين انطباعات إيجابية لدى الجماهير ولكنه مهمل تمامًا فيما يتعلق بأوامر ربه ونواهيه. وهذا يؤدي لصراع داخلي وخسائر روحية كبيرة حيث يتم التركيز أكثرعلى رضى البشر بدلاً من رضا الواحد الأحد.
  1. النفاق والسلوك المخالف للقيم: بالإضافة لذلك، فقد بيّنت تلك الآية حالة نفاق سردانية معروفة منذ القدم وهي تصرف الأفراد بطريقة واحدة علنياً وفي وجه الجمهور ثم يقوم نفس الفرد بما تخالف ذلك سرا ومنفردا بنفسه بعيدا عن أعين الرقباء. وهؤلاء الأشخاص غالباً ما يدافعون جهرا عما دينهم وما يدعون الدفاع عنها فقط لغرض شحن شعبيتهم وليست لنشر الحقائق والتعاليم الصحيحة.
  1. تأثير الوعي الذاتي والديني: أهم رسالة تقدمها لنا هذه الآية تكمن في ضرورة تطوير حسaggio الذات والعيش وفق منظورات إيمانية قوية تؤثر فيها بشكل جوهري معرفة محاسبة الرب عز وجل للإنسان أثناء أدائه للأعمال المختلفة سواء كانت واضحة للعالم أم مستترة تحث ستار الغيب عنه. بالتالي فإن الشعور الدائم بإطلاع الباري تعالى على كل حركة وسكنة سيولد احساس دائم بالحفاظ على مستوى عالِ من الأخلاق والتصرف بناءً عليها مهما تغير موقع الفعل ليصبح خارج رقابة السلطة العامة الإنسانية المفروضة قانونيا داخل مجتمعاته المتنوعة .
  1. خلاصة الأمر: خلاصة الأمر هي أنه رغم سهولة الاختباء المؤقت عن العالم الخارجي بوسائل مختلفة، يبقى الفعل قائما محفوظا عند ذات الأزل المعلومة بحقيقه قبل وقت بنائه وبعد زواله أيضا. لذلك تشدد الآية على عدم وجود مكان للاختباء تحت مظلتها المقدسة، بل إنها تحدد مساحة موقف واحد محصور يتطلب مواجهة مباشرة للحقيقة بكل صدقية وصراحة كاملة بدون مجاملة أحد بخلاف صاحب الملكوت الأعلى ذو القدرة الرحيمة الرحوم.
التعليقات