الحمد لله الذي هدانا للإسلام، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
تعد صلاة أربع ركعات قبل صلاة العصر من السنن المؤكدة في الإسلام، والتي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث صحيحة. فقد روى الترمذي وسنن ابن ماجه بإسناد حسن عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل العصر أربع ركعات يفصل بينهن بالتسليم على الملائكة المقربين ومن تبعهم من المسلمين والمؤمنين. كما روى أبو داود والترمذي بإسناد حسن عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً".
وعلى الرغم من أن هذه الصلاة ليست واجبة، إلا أنها سنة مؤكدة، وليست من السنن الرواتب التي حافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم، إذ ليس للعصر سنة راتبة. ووقت أدائها يمتد من دخول وقت العصر وينتهي بإقامة صلاة العصر، أما إذا أقيمت الصلاة فلا يشرع المسلم في أداء نافلة، للحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أقيمت الصلاة، فلا صلاة إلا المكتوبة".
ومن فضائل هذه الصلاة أنها من النوافل التي يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى أحمد في المسند وابن ماجه والبيهقي من حديث عاصم بن ضمرة قال: سألنا عليا رضي الله عنه عن تطوع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهار، فقال لنا: ومن يطيقه؟! قلنا: حدثناه نطيق منه ما أطقنا، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يمهل إذا صلى الفجر حتى إذا ارتفعت الشمس، فكان مقدارها من العصر، قام فصلى ركعتين، يفصل فيهما بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين، ومن تبعهم من المؤمنين، ثم يمهل حتى إذا ارتفع الضحى، فكان مقدارها من الظهر، قام فصلى أربعا يفصل فيهن بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين، ثم يصلي ركعتين بعد الظهر، يفعل فيهما مثل ذلك، ثم يصلي أربعا قبل العصر، يفعل فيه مثل ذلك... الحديث صححه الأرناؤوط.
وفي حديث آخر رواه النسائي (1817) والترمذي (428) عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ رضي الله عنها عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَعًا بَعْدَهَا لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ . ولفظ الترمذي : مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ