تتناول سورة البقرة العديد من الأحكام الشرعية التي تحدد واجبات وممارسات المسلمين اليومية. هذه الأحكام ترتكز على خمس فئات أساسية تشكل "الأحكام التكليفية"، وهي الإيجاب (وجوب)، الحرم، الكراهة، الجواز، والإباحة. إليك بعض الأمثلة الواضحة لهذه الأحكام كما وردت في سورة البقرة:
- الإيجاب (الواجب): يأتي الالتزام بإقامة الصلاة كأحد أهم ما أمر الله به عباده المسلمون في النص القرآني التالي: "... وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ" (البقرة:43). هذا يدلل على وجوب أداء الصلوات المفروضة الخمس يومياً.
- الحرام: يُشدّد القرآن الكريم على تحريم الزنى والفجور وغيرها من الأفعال غير الأخلاقية بالقول: "وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا" (البقرة:187). هنا نجد التحذير الشديد ضد ارتكاب مثل تلك الأعمال المحظورة شرعاً.
- الكراهة: بينما يشجع الدين الإسلامي العمل الصالح بشكل عام، هناك أمور قد تكون مباحة لكن القيام بها ليس مرغوبا فيها للغاية. يمكن رؤية ذلك حين يقول عز وجل: "وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ..." (البقرة:195) مما يوحي بأن تبديد العطاءات الخيرية -على الرغم من أنها ليست محرمة- إلا أنه ينصح بالتوقف عنها حفاظاً على ثواب أعمال الفرد.
- الجواز: يوضح القرآن أيضاً تصرفات جائزة ولا تستدعي تجنبها أو تبنيها بكل تأكيد. مثال لذلك عندما ذكر الله سبحانه وتعالى فيما يتعلق بالحلال والحرام للناس قائلًا: "وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ". هذا يعني أن كل ما لم يتم ذكره ضمن قائمة الأشياء المحرمة فهو مسموح بتناوله واستخدامه إذا كان طاهرًا ونقيًا.
- الإباحة: وأخيراً، نرى كيف تعرض الآيات مصطلحات واسعة للإباحة فيما يختص بالأطعمة الطاهرة والمأكولات النقية والتي يتناول البشر منها ما شاءوا بفضل رحمة ربه وكرمه لهم: "وَمِنَ الثَّمَرَاتِ تَأْكُلُونَ...". وبالتالي فإن تناول الطعام المشروع حسب التعريف الديني هو اختيار متاح لكل مؤمن مسلم وإنما يجب الحرص دائماً على القصد والصلاح أثناء استعمال الحقوق المرخص لها دينا.
هذه مجرد نماذج بسيطة توضح كيفية تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية عمليا بناءً على تعليمات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. إن فهم وتطبيق هذه الأحكام يساهم بشكل كبير في تنظيم حياة المؤمن وترسيخ التقوى والخوف من الله داخل نفسه وهو أحد المقاصد الرئيسية للدين الإسلامي السمحاء.