سبب نزول آية يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله:

التعليقات · 5 مشاهدات

نزلت هذه الآية الكريمة في سورة البقرة، الآية 148، في سياق رد الله تعالى على استعجال المشركين لما وعدهم به الرسول ﷺ من قيام الساعة أو إهلاكهم، حيث كانو

نزلت هذه الآية الكريمة في سورة البقرة، الآية 148، في سياق رد الله تعالى على استعجال المشركين لما وعدهم به الرسول ﷺ من قيام الساعة أو إهلاكهم، حيث كانوا يستعجلون ذلك استهزاء وتكذيبا. وقد ورد سبب نزول هذه الآية في العديد من الروايات، منها ما أخرجه ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال: "لما نزلت: أَتى أَمْرُ اللَّهِ ذعر أصحاب رسول الله ﷺ حتى نزلت: فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ فسكنوا".

وتتناول الآية موضوعين رئيسيين: الأول هو إعلان أن الأمر الموعود به، وهو قيام الساعة، متحقق لا محالة، وأن الله تعالى منزه عن الشريك والولد، فهو إله واحد لا شريك له. والثاني هو الإخبار بأن نزول الوحي بوساطة الملائكة، والتّنبيه على التوحيد الذي هو منتهى كمال القوة العلمية، والأمر بالتقوى الذي هو أقصى كمال القوة العملية.

وفيما يتعلق بآية "يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله"، فإنها تشير إلى حالة المشركين الذين كانوا يستخفون بالرسول ﷺ وأصحابه، ويستهزئون بهم أمام الناس، معتقدين أن الأصنام ستشفع لهم وتخلّصهم من عذاب الله. ولكن الله تعالى يبين لهم أنهم لا يستخفون منه، وأن عذابه سيحل بهم لا محالة.

وتعد هذه الآية تذكيرًا للمؤمنين بأن الله تعالى مطلع على كل شيء، ولا يخفى عليه شيء، وأنهم يجب أن يتقوه في السر والعلن، وأن لا يستخفوا بأوامره ونواهيه. كما أنها تحذر المشركين من عاقبة استخفافهم بالله ورسوله، وتؤكد على حتمية عذاب الله لهم.

وبهذا نرى أن سبب نزول هذه الآية هو استعجال المشركين لما وعدهم به الرسول ﷺ من قيام الساعة أو إهلاكهم، واستخفافهم بالله ورسوله، مما أدى إلى نزول هذه الآية الكريمة لتوضيح حقيقة الأمر وتذكير المؤمنين بالتقوى وتحذير المشركين من عاقبة استخفافهم.

التعليقات