ولد الشيخ إسماعيل بن هبة الله بن سعيد الموصلي المعروف بابن باطيش، وهو عالم وفقيه بارز وشاعر ذو شهرة واسعة في القرن الثاني عشر الميلادي. عاش هذا الشخصية الدينية والثقافية المتعددة المواهب فترة طويلة بلغ عمرها نحو سبعة واربعون عاما بين مدن عراقية وسورية مختلفة وما حولها خلال فترة حكم بني زنكي في تلك المنطقة حينذاك.
نشأ ابن بطيش وتلقى تعليمه المبكر في مدينته الأصلية موصل العراق قبل ان ينطلق رحلات علمية الى بغداد وحلب ودمشق وغيرها مما ساهم بشكل كبير وبناء خبرته الواسعة بمختلف مجالات العلوم الاسلامية بما فيها الحديث والفقه والتفسير ولغات العرب القديمة وذلك أثناء ارتحاله عبر هذه البلدان التعليمية العربية والإسلامية الشهيرة.
بعد سنوات دراسية مكثفة عاد إليها موصلا وانتخب مدرسا بكلية مدرسة بدر والتي عمل أيضا كمراقب لها لكن ظروف خارجة عن سيطرته ادت لعزله عنها لاحقا وتم عزله منها لاحقة ولجوئه لحلب التي اصبحت ملجأ أخيرا له. ظل هنا حتى وفاته عام ١٢٥٧ ميلادية تاركا لأجيال قادمة تراث ضخم يشمل تأليف كتبه العديدة والمتميزة مثل "طبقات الشافعية" ،"مشتهى نسب"،"المغني فاللغة المحكمة رجالا",كما زاول الشعر كذلك بلحنيات جميلة مستعرض جانب آخر مجهول لدى كثيرين عن حياة هذا الشيخ العظيم .
وفي معرض تقديمه, يقدم صديقه المقرب والكاتب الشعراء المشهور محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي القيسي، والذي يعرف باسم «ابن الشرع»، وصفا مفصلا عن صفاته الحميدة والحسانة مثنيا عليها بشدة كما استشهد بإحدى القصائد التي تغنى فيها بحسن اخلاقة وكريم طبعه وحكمته وحسن خلقه وفطنته وحلمه. إذاً فالإمام المسلم ابن باطيس كان رمزا للحكمة والتقوى والحفاظ على العلاقات الإنسانية الجميلة وقدوة حسنة لكل طلاب الفنون والمعرفة آنذاك وكذلك للأعمار الآتية.
