كانت السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها خير سند للرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته، حيث آمنت به منذ البداية ووقفت إلى جانبه في أصعب الظروف. عندما عاد النبي صلى الله عليه وسلم من غار حراء بعد نزول الوحي عليه، أخبرها بما حدث، فطمأنت قلبه وقالت له: "كلا والله، ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق". هذا التصريح يعكس إيمانها العميق بالرسول صلى الله عليه وسلم وثقتها به.
لم تكتفِ خديجة رضي الله عنها بدعم النبي صلى الله عليه وسلم بالكلمات فقط، بل قدمت له الدعم المادي والمعنوي. فقد كانت أول من آمن بالرسالة الجديدة وأول من صدّق النبي صلى الله عليه وسلم في رؤياه. كما أنها كانت مصدر راحة له في أوقات الشدة، حيث كانت تواسيه وتشجعه على مواصلة رسالته.
عندما واجه النبي صلى الله عليه وسلم الاضطهاد والتنكيل من قريش، كانت خديجة رضي الله عنها ملاذه الآمن. فقد لجأ إليها في بيتها عندما كان يخشى من قريش، وكانت تواسيه وتشجعه على الصبر والثبات. كما أنها كانت تدعمه مالياً، حيث كانت تملك ثروة كبيرة ساعدته على مواجهة مصاعب الدعوة.
بالإضافة إلى ذلك، كانت خديجة رضي الله عنها خير مستشار للنبي صلى الله عليه وسلم. فقد كانت تستمع إليه وتقدم له النصائح الحكيمة بناءً على خبرتها وحكمتها. كما أنها كانت تشارك في نشر الدعوة، حيث كانت ترسل معها نساء قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم للاستماع إلى القرآن الكريم.
في النهاية، يمكن القول إن دعم خديجة رضي الله عنها للرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته كان أساسياً في نجاح الدعوة الإسلامية. فقد كانت خير سند له في أصعب الظروف، وقدمته مثالاً يحتذى به في التضحية والإيمان.