الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيما يتعلق بحكم دفع كفارة الصيام عن شخص آخر، فإن الفقهاء اختلفوا في هذا الأمر. ذهب جمهور العلماء إلى عدم جواز دفع الكفارة عن شخص آخر، سواء كان ذلك عن طريق الصيام أو الإطعام أو غيرهما من الخصال المذكورة في القرآن الكريم.
يقول ابن قدامة في "المغني": "لا يجوز دفع الكفارة عن غيره، سواء كان ذلك عن طريق الصيام أو الإطعام أو غيرهما من الخصال المذكورة في القرآن الكريم".
ويرى بعض العلماء، مثل الحنفية والمالكية، جواز دفع الكفارة عن شخص آخر في حال العجز عن أدائها بنفسها. يقول ابن عابدين في "رد المحتار": "يجوز دفع الكفارة عن الغير في حال العجز عن أدائها بنفسها".
ومع ذلك، فإن جمهور العلماء يرون أن الكفارة واجبة على الشخص نفسه، ولا يجوز له أن يدفعها عن غيره. يقول ابن تيمية: "الكفارة واجبة على الشخص نفسه، ولا يجوز له أن يدفعها عن غيره".
وفي النهاية، فإن الأفضل والأحوط هو اتباع قول جمهور العلماء بعدم جواز دفع الكفارة عن شخص آخر، إلا في حالات العجز عن أدائها بنفسها، كما ذهب إليه بعض العلماء. والله أعلم.