ولد نبي الإسلام، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي، عام 571 ميلاديًا في مكة المكرمة. نشأ وهو يتيم الأب بعد وفاة أبيه عندما كان رضيعًا صغيرًا. تميزت طفولته بلطف طبعه وحسن خلقه وسمو أخلاقه حتى لُقب بـ "الأمين". عمل في رعاية الأغنام وعقد النجاح التجاري مع زوجته الثانية خديجة بنت خويلد التي لاحظت فيه الصفات الحميدة وأصبحا يحظيان بمكانة عالية بين قبيلتي قريش وزهرة.

أمضى سنوات شبابه الأولى يعمل بتجارته الخاصة ويتزود بالمعرفة عبر سفراته القصيرة إلى الشام وإلى اليمن وغيرها من مدن الجزيرة العربية. كانت هذه الرحلات محفزاً له لمواجهة ظلم الجاهلية وجورها حيث شهد العديد من مشاهد الفقر والقهر والمعاناة الإنسانية مما عمّق إيمانه ورغبته في إحداث تغيير إيجابي للعصور القادمة.

في سن الأربعين تقريبًا بدأ الوحي ينزل عليه بواسطة الملك جبريل، وكان ذلك عند غار حراء حيث استمر هذا التواصل الروحي لمدة ثلاث عشرة سنة كاملة. خلال فترة ما قبل هجرته النبوية، أمضى النبي جهده وجهده الدؤوب لنشر رسالة توحيد العباد لله الواحد الخالق والمخلص فقط، والتي ستكون أساس دعوة دين الإسلام. عانى المسلمون الأوائل كثيرًا بسبب اضطهاد المشركين لهم ولكنه ظل ثابتًا راسخ الإرادة بالرسالة المحمدية حتى انتصر الحق ودخل الدين الجديد مرحلة جديدة نحو انتشار واسع المدى حول العالم.