الحمد لله الذي أنزل القرآن هدىً للناس، وبيانًا لكل شيء. الآية 102 من سورة البقرة هي واحدة من الآيات التي لها قصة نزول مثرية، وهي مرتبطة بحدث مهم في تاريخ الإسلام.
تُروى قصة نزول هذه الآية في العديد من المصادر، ومنها ما جاء في صحيح البخاري ومسلم. تقول القصة إن عمارة بن ياسر، أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان قد أسلم سرا خوفًا من قومه الذين كانوا يعذبونه بسبب إسلامه. وفي يوم من الأيام، بينما كان عمارة في مكة، رأى قومه فاختبأ في بيت امرأة من قريش تدعى أم حكيم بنت الحارث. عندما علم قومه بمكان اختبائه، جاءوا إلى البيت وطلبوا تسليمه إليهم. رفضت أم حكيم تسليم عمارة، وقالت: "لا والله لا أسلّمكموه حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم".
عندها نزل الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر المسلمين بعدم الخروج من بيوتهم حتى يأتي أمر الله. وهنا نزلت الآية 102 من سورة البقرة: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكُمْ صُدُودًا". هذه الآية تشير إلى موقف المنافقين الذين يحاولون صرف المسلمين عن طاعة الله ورسوله.
هذه القصة توضح أهمية هذه الآية في تعليم المسلمين كيفية التعامل مع الضغوط الخارجية والتمسك بالإسلام حتى في أصعب الظروف.