عثمان بن عفان، أحد أبرز الشخصيات في تاريخ الإسلام، لقب بذي النورين لعدة أسباب متعددة. أولها، كما ذكر المؤرخون، زواجه من ابنتي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، رقية وأم كلثوم، مما جعله "ذي النورين". هناك روايات أخرى تشير إلى أن هذا اللقب ينادى به في الملأ الأعلى، أو أن برقتين تبرقان له في الجنة عند انتقاله من منزل إلى آخر.
إلا أن الإمام أبو الحسن القزويني يقدم روايتين إضافيتين. الأولى تشير إلى كرمه في الجاهلية والإسلام، والثانية إلى اجتهاده في العبادة، حيث كان يختم القرآن في وتره، مما جعله معروفاً بنور قيامه بالليل ونور قراءة القرآن الكريم.
عثمان بن عفان، أحد السابقين إلى الإسلام وأحد العشرة المبشرين بالجنة، كان معروفاً بسخائه وبذله في سبيل الله. فقد أنفق ماله في تجهيز جيش العسرة واشترى بئر معونة وجعله وقفاً للمسلمين في المدينة. حكم الأمة الإسلامية لمدة اثنتي عشرة سنة، خلالها اتسعت رقعة الدولة الإسلامية وفُتحت العديد من البلدان. كما قام بجمع القرآن الكريم على حرف واحد.
استشهد عثمان بن عفان مظلوماً على يد جماعة من البغاة الذين أرادوا إيقاع الفتنة في أمة محمد صلى الله عليه وسلم. حاصروه في بيته يوم الجمعة، اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، من سنة خمس وثلاثين للهجرة، وكان عمره آنذاك اثنتين وثمانون سنة. ودفن في مقبرة البقيع.
رحل عثمان بن عفان تاركاً وراءه إرثاً من الفضائل والبطولات التي تذكرنا بجهوده الكبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين.